الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الكلام أثناء الوضوء .. وهل النوم أثناء خطبة الجمعة ينقضه؟

هل يجوز الكلام أثناء
هل يجوز الكلام أثناء الوضوء؟

هل يجوز الكلام أثناء الوضوء ؟.. نواقض الوضوء من الأعمال التي يغفل عنها البعض لذا يتساءل الكثير عن حكم الكلام أثناء الوضوء، وهل يجوز الكلام أثناء الوضوء أم أنه من الأمور التي ينقض بها؟، وهل الكلام جميعه من النواقض أم البذئ فقط؟

ومن خلال التقرير التالي نسلط الضوء على حكم الكلام أثناء الوضوء 

هل يجوز الكلام أثناء الوضوء

هل يجوز الكلام أثناء الوضوء؟

الوضوء لغة مشتق من الوضاءة أي الحسن والبهاء، وفي الشرع الإسلامي هو: طهارة مائية تخص أعضاء معينة على صفة مخصوصة بنية التعبد، الأفعال المخصوصة هي: النية، وإيصال الماء إلى أعضاء مخصوصة، وينقسم حكم الوضوء إلى واجب ومستحب من حيث وجوب العبادة أو استحبابها، فهناك عبادات واجبة تجب لها الطهارة، وأخرى مستحبّة فيُستحب لها الطهارة كذلك، فيكون الوضوء واجبًا عند أداء الواجبات والفرائض كصلاة الفرض، والطواف.
 أما الوضوء المستحبّ يكون لأداء عبادة مستحبة عند الذكر، وقراءة القرآن الكريم، وإذا توضأ المسلم وضوءًا شرعيًا كاملًا طهُر من الحدث وأُبيحت له جميع العبادات.


وقد بينت الآية 6 من سورة المائدة كيفيته حيث قال الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»


اقرأ أيضًا:

مفتي الجمهورية يكشف عن 3 أمور بها تحسن الوضوء

هل إرضاع المرأة لولدها ينقض الوضوء؟

 

ويرى جمهور الفقهاء في بيان حكم الحديث أثناء الوضوء، أنه يجوز الكلام أثناء الوضوء ولا يبطله؛ لعدم وجود ما يمنع من ذلك شرعًا، والأصل في الأفعال الإباحة، ما لم يرد نص شرعي يحرمها.


وأضاف الجمهور، أن الكراهة المنقولة عن بعض العلماء في كراهة الكلام في أثناء الوضوء، محمولة على ترك الأولى، وليس المقصود الكراهة الشرعية، أي: الأولى أن لا يتكلم المتوضئ في حال وضوئه من غير حاجة.

وذكر الإمام النووي في المجموع " (1/490 -491): "سنن الوضوء ومستحباته منها، ثم ذكر: وأن لا يتكلم فيه لغير حاجة، وقد نقل القاضي عياض في شرح صحيح مسلم: أن العلماء كرهوا الكلام في الوضوء والغسل، وهذا الذي نقله من الكراهة محمول على ترك الأولى، وإلا فلم يثبت فيه نهي، فلا يسمى مكروها إلا بمعنى ترك الأولى" .
 

هل يجوز الكلام أثناء الوضوء؟

أكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الحديث أثناء الوضوء لا يفسده ولكنه خلاف الأولى وهو الصمت والسكينة والتدبر في غسل الأعضاء.


وأضاف «عاشور» في فتوى له، أن الوضوء يعد من أهم الأدوات التي تؤهب القلب والعبد للصلاة فلذا يفضل أن يكون الوضوء مصحوباً بالذكر مع مراعاة ذلك إذا كان الوضوء داخل الحمام .

 

هل يجوز الكلام أثناء الوضوء؟

ويوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في بيانه هل يصح الكلام أثناء الوضوء؟ بأنه يجوز للإنسان أن يتكلم أثناء وضوئه، لعدم وجود ما يمنع من ذلك شرعًا، والأصل في الأفعال الإباحة.


ولفت «شلبي»، فى إجابته على سؤال: هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟، أن التحدث أثناء الوضوء لا يبطله لكن الكلام مكروه، قال الفقهاء ويكره الكلام أثناء الوضوء لغير حاجة والكراهة المنقولة عن بعض العلماء في كراهة الكلام أثناء الوضوء محمولة على ترك الأولى، وليس المقصود الكراهة الشرعية، أي: الأفضل أن لا يتكلم المتوضئ في حال وضوئه من غير حاجة.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء: “إنه لو تحدثنا أثناء الوضوء فيكون الكلام مكروه لكن لو تكلمنا فيكون الوضوء صحيح وتصح الصلاة به”.

نواقض الوضوء

نواقض الوضوء

نواقض الوضوء اتفق العلماء على أن نواقض الوضوء هي: خروج شيء من السبيلين -القبل والدبر- قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا، لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ» (النساء: 43) ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» متفق عليه.

الأمر الثاني من نواقض الوضوء : سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والترمذي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ، أَوْ قَلْسٌ، أَوْ مَذْيٌ فلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ». أخرجه ابن ماجة. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث.

الأمر الثالث من نواقض الوضوء زوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أو النوم الكثير لقوله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ»، رواه أحمد وابن ماجة بإسناد حسن، «ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا من جالس أو قائم فلا ينقض حينئذ»، لقول أنس: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون». رواه مسلم، والمقصود أنهم ينامون جلوسًا ينتظرون الصلاة كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.

الأمر الرابع من نواقض الوضوء هو مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.

الأمر الخامس من نواقض الوضوء غسل الميت، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: «أقل ما فيه الوضوء».

الأمر السادس: الردة -الخروج- عن الإسلام، لقوله تعالى: «لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك» [الزمر:65].

سابعًا:  من نواقض الوضوء المختلف فيها أكل لحم الإبل، لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ». رواه مسلم. 

سابعًا:  من نواقض الوضوء المختلف فيها أكل لحم الإبل، لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ». رواه مسلم.
 


خطوات الوضوء الأساسية

- نية الوضوء، فيجب أن ننوي الوضوء ونقول بعدها (بسم الله).

- غسل الكف 3 مرات في الوضوء.

- المضمضة 3 مرات في الوضوء.

- الاستنشاق بالأنف 3 مرات في الوضوء.

- غسل الوجه 3 مرات الوضوء «أي من منبت الشعر حول الوجه وحتى الذقن، ومن الأذن اليمنى لليسرى»

- غسل اليدين للمرافق 3 مرات في الوضوء على أن نبدأ باليد اليمنى.

- مسح الرأس مرة واحدة في الوضوء «ويمكن ثلاثا».

- مسح الأذن مرة واحدة في الوضوء على أن نبدأ باليمنى (ويمكن ثلاثا).

- غسل القدمين إلى الكعبين 3 مرات في الوضوء «نبدأ باليمنى وندخل الماء بين الأصابع».

- نقول بعد الوضوء «أشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، اللهمّ اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين»

 

فرائض الوضوء


 

فرائض الوضوء

فرائض الوضوء وهي الأمور التي يجب أن نفعلها بشكل أساسي ومن دونها يكون الوضوء باطلاً وهي:

النية محلها «في القلب».

غسل الوجه.

غسل اليدين للمرفقين.

مسح الرأس.

غسل القدمين للكعبين.

ترتيب أركان الوضوء.

تعاقب أركان الوضوء «أي نقوم بغسل كل جزء يلو الآخر ولا ننتظر حتى يجف ما قبله»
 

سنن الوضوء 

ومن سنن الوضوء التي اختلف عليها الفقهاء، ومن دونها يكون الوضوء صحيحًا:

قول بسم الله في بداية الوضوء.

غسل اليدين للرسغين.

المضمضة «فيما عدا المذهب الحنبلي قال إنها واجبة».

الاستنشاق «فيما عدا المذهب الحنبلي قال إنها واجب».

الاستنثار «وهو إخراج الماء من الأنف بعد إدخاله».

مسح الرأس كله «سُنة لدى الشافعية والحنفية، وفرض لدى الحنابلة والمالكية».

مسح الأذنين.

تخليل الماء في شعر اللحية.

تخليل الماء بين أصابع القدمين.

عمل كل خطوة 3 مرّات.استخدام السواك.

عدم استخدام الماء بإسراف.

البدء بالعضو الأيمن في كل خطوة.
  

هل النوم أثناء الخطبة ينقض الوضوء ؟

اختلف العلماء في هل النوم ينقض الوضوء أم لا على أقوال، القول الأول: أن النَّوم ناقضٌ مطلقًا يسيرُه وكثيره، وعلى أيِّ صفة كان، وهو قول إسحاق والمزني والحسن البصري وابن المنذر، لحديث صفوان بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه المتقدم، فإنه ذكر النوم من نواقض الوضوء، ولم يقيده بحال معينة.


القول الثَّاني: أنَّ النَّوم ليس بناقضٍ مطلقًا لحديث أنس بن مالك: أن الصَّحابة رضي الله عنهم «كانوا ينتظرون العِشاء على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حتى تخفِقَ رؤوسهم ثم يُصلُّون ولا يتوضؤون» رواه مسلم (376) وفي رواية البزَّار: «يضعون جنوبهم». وهو قول أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وسعيد بن المسيب.
القول الثالث: إن نام ممكنا مقعدته من الأرض لم ينتقض، وإن لم يكن ممكنا انتقض على أي هيئة كان، وهو المذهب عند الحنفية والشافعية.


القول الرابع: أن النَّوم ناقضٌ للوضوء إلا النوم اليسير من القاعد والقائم، وهو المذهب عند الحنابلة، ووجه استثناء النوم اليسير من القاعد والقائم أن مخرج الحدث يكون مضمومًا في هذه الحال فيغلب على الظن أنه لم يحدث.

 

القول الخامس: ينقض كثير النوم بكل حال دون قليله، وهو قول مالك ورواية عن أحمد، والفرق بين النوم الكثير والقليل: أن الكثير هو المستغرق الذي لا يشعر فيه الإنسان بالحدث لو أحدث، والقليل هو الذي يشعر فيه الإنسان بالحدث لو أحدث، كخروج الريح، ويؤيِّد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «العين وِكَاء السَّهِ، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء» رواه أحمد (4/97)، ومعنى «الوِكَاء» هو الخيط الَّذِي تُشَدّ بِهِ الْقِرْبَة، «السَّهِ» أي: الدُّبُر، وَالْمَعْنَى: الْيَقَظَة وِكَاء الدُّبُر، أَيْ حَافِظَة مَا فِيهِ مِنْ الْخُرُوج، لأَنَّهُ مَا دَامَ مُسْتَيْقِظًا أَحَسَّ بِمَا يَخْرُج مِنْهُ، فَإِذَا نَامَ اِنْحَلَّ الوكاء.