الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لف وارجع تاني.. جماعة الإخوان الإرهابية تحاول الكذب من جديد بمسمى التغيير

صدى البلد

جماعة الإخوان تعيش أسوأ فتراتها منذ إنشائها على يد "حسن البنا"، ويتمثل ذلك في انقسامها لعدة جبهات، وآخرها الجبهة التي أعلن عنها بالأمس وهي "تيار التغيير".

محاولة لكسب الشباب

تحاول جماعة الإخوان العودة إلى السطح مرة أخرى، وتحاول بث رسائل إلى مناصريها حول العالم بأنها لا تزال بخير، بينما في الحقيقة تعاني من أزمة تقزم والذهاب إلى طريق بلا عودة.

وفى مناورة جديدة تستهدف العودة التدريجية إلى الصورة، عقد ما يسمى " تيار التغيير بجماعة الإخوان المسلمين" اجتماعا أمس، السبت، في تركيا، انتهى إلى إصداره وثيقة "الإصدار السياسي" التي حاول من خلالها ارتداء ثوب المدنية في محاولة لكسب تعاطف الشباب خلال الفترة المقبلة.

وفي هذا الصدد، قال منير أديب، الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن المؤتمر الذي عقده مكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين أسفر عن وثيقة هي الأولى السياسية في المكتب العام، بإعلان جبهة لندن بزعامة إبراهيم منير وثيقة أخرى قبل إعلان المكتب العام بساعات قليلة، هو دليل على حالة التشريد التي يعيشها تنظيم الإخوان.

وأوضح أديب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن “انقسام التنظيم أصبح على جبهتين منير إبراهيم في لندن وجبهة محمود حسين في إسطنبول، فنحن نتحدث عن انقسام بين ثلاثة جبهات وهو المكتب العام، ممثل الجبهة الثالثة (تيار التغيير)، فهم مجموعة ليست بقليلة يغلب عليهم الشباب، وهؤلاء يعتقدون أن لديهم رؤية للتغيير ويسيرون عليها”.

وتابع: "بالتالي هؤلاء الشباب يريدون أن يعودوا بنشاطهم للمرة الثالثة وهو "نشاط مسلح" من خلال تنفيذ عمليات إرهابية وقتل وخلافه، فهم مجموعة راديكالية ترى أنها تعبر عن فكر الإخوان وليس الجبهتين الأخريين".

وأكد أنهم" يدعون أنهم أصحاب التصور الأكبر والأهم الذي يعيد الإخوان إلى المشهد السياسي مرة أخرى، ولديهم عمل ثوري كما يقولون أو ممارسة العنف وهذا حسب أفعالهم".

وأضاف: “هذا يؤكد أنهم سوف يعودون، ولكن العودة هنا سوف تكون على أشلاء هذا التنظيم، خاصة أنهم يريدون العودة من خلال القتل، وهذا سيكون المسمار الأخير في نعش التنظيم، في ظل الرفض الشعبي لهم ولا يخفي على أحد ممارساتهم المرفوضة”.

تيار التغيير

ويعد "تيار التغيير" الذي أطلق عليه "تيار الكماليين" نسبة إلى محمد كمال، الذي نظم عمليات إرهابية واسعة في مصر في أعقاب عام 2014، أحدث الانشقاقات داخل جماعة الإخوان الإرهابية، ويتزعمه محمود الجمال، أحد القيادات القطبية المتشددة داخل التنظيم الإرهابي، وإحدى الخلايا في تنظيم محمد كمال المسلح، ويسعى هذا التيار إلى دخول المشهد الإخوانى عبر تفعيل الخط الثالث، المعروف بتيار التغيير، وإحياء أجندة كانت معطلة لدى جبهتي إبراهيم منير ومحمود حسين.

وأكدت مصادر أن هناك محاولات خارجية لدعم "تيار التغيير" بهدف السيطرة على الجبهتين المتصارعتين، وتشكيل مجموعات لإحياء فكر سيد قطب ومحمد قطب ومحمد كمال، وتنفيذ وصايا الأب الروحي للمجموعة النوعية محمود عزت، مشيرة إلى أن هذا التيار يضم عددا من قادة "الإخوان"، من بينهم نزيه علي، ومحمد منتصر، المتحدث الرسمي السابق باسم جماعة الإخوان.

ووفقاً لمتابعة ما يحدث داخل جماعة الإخوان الإرهابية، فإن "تيار التغيير" أو "تيار الكماليين" موجود منذ سنوات داخل الجماعة، إلا أن ظهوره في الوقت الراهن هو جزء من مناورة سياسية يقوم بها عدد من قادة الجماعة الإرهابية للعودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى، تمهيداً إلى العودة إلى العنف وتحريض الشعب المصري للخروج من جديد في احتجاجات، عبر القفز على الجبهتين المناوئتين، اللتين تتخذان خطا أقل تشددا حاليا، حيث يسعى "الكماليون" إلى سحب البساط من تحت جبهة منير وحسين، سعيا إلى استمالة أنصارهم، نحو العنف.

ومنذ ثورة 30 يونيو 2013 والتي أطاح خلالها المصريون بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، ظهرت حركات مسلحة مختلفة، تحمل أسماءً متعددةـ لكن ما يجمعها أنها خرجت جميعاً من عباءة الإخوان، ويقودها ويمولها عناصر إخوانية، منها "لواء الثورة"، و"أجناد مصر"، و"المقاومة الشعبية"، و"العقاب الثوري"، و"كتائب حلوان".

ويحمل تيار الكماليون أفكارا راديكالية، أطلق عليها "التغيير الثوري"، أي تغيير الواقع بالقوة المسلحة، مستشهدا بحديث للبنا ونظريات سيد قطب، مؤكدين أن الوسائل التي تحقق هذه الأفكار الحقيقية للإخوان تم الاتفاق عليها في اللحظة التي تلت فض اعتصار رابعة المسلح، ونتيجة قطع محمود حسين التمويل عن التيار وتساقط العديد من عناصره في قبضة الأمن المصري، فشل الكماليون في تحقيق مخططاتهم، فقرروا الابتعاد والاكتفاء بالإعلان عن أنفسهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.

هدف وجود تيار التغيير

وتزامنت هذا الظهور مع تأكيدات لعناصر إخوانية أن "تيار الكماليون" تلقى خلال الفترة الماضية تدريبات وتمويلات مكثفة، تعتمد على خطة تتمثل بالعودة التدريجية للتظاهرات في الشارع المصري، بالتزامن مع حملات دعائية مكثفة لتشويه الدولة وضرب الثقة في مؤسساتها، والعمليات التي تستهدف المؤسسات بهدف تعطيل جهود الدولة في الاستثمار والسياحة وإحداث أزمات اقتصادية واجتماعية، خاصة أن "تيار التغيير" يؤمن بالعنف والعمل المسلح.

ومن خلال بيان أصدره "تيار التغيير" ونشره على "فيس بوك" الأسبوع الماضي، فإن "تيار التغيير بجماعة الإخوان المسلمين قد عمل خلال السنوات الأربعة الماضية على ضبط تشكيلاته وتطويرها وفقًا لمتطلبات العمل الثوري ومتطلبات المرحلة، فضلًا عن تحديث لوائحه الداخلية بما يُكسب الحركة مرونة تتناسب مع الوضع الراهن داخل مصر وخارجها".

يذكر أن الصراع بين جبهتي إسطنبول ولندن كان شهد هدوءا مؤقتاً في الفترة الأخيرة، بعد أن زعم كل منهما وصول رسالة دعم وتأييد له من جانب مرشد الجماعة الإرهابية المسجون محمد بديع، إذ أكدت جبهة إسطنبول تلقيها رسالة دعم من المرشد لزعيمها من محمود حسين ومطالبته بوقف أي انقسام في صفوف التنظيم وبذل كل الجهد لحل أزمة المعتقلين، وهو ما ذكرته أيضا جبهة لندن.