الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بديل القمح الروسي والأوكراني وتزرعه مصر|هل ينقذ «الدخن» العالم من أزمة الغذاء؟

نبات الدخن بديلا
نبات الدخن بديلا عن القمح الروسي

زادت الحرب الروسية الأوكرانية الضغوط على سلاسل الإمداد والتوريد من القمح والحبوب، وتسببت في أزمة كبيرة لدى الدول التي تعتمد على غذائها من الخارج، وتحديدا واردات القمح والحبوب القادمة من موسكو وكييف.

القمح 

استخدام الدخن بديلا للقمح الروسي

وجعلت الضغوط التي مثلتها الحرب الروسية الأوكرانية على سلاسل التوريد والإمداد، البعض يفكر خارج الصندوق لتوفير مصادر للغذاء بعيدا عن تلك التي تأتي من روسيا  وأوكرانيا باعتبارهما سلة غذاء العالم لمساهمتهما الكبيرة في تصدير القمح والحبوب لعدد غير محدود من الدول خاصة الإفريقية.

الهند من أكثر الدول التي تمت الإشارة لها على أنها ستكون البديل عن روسيا وأوكرانيا كسلة غذاء للعالم حال استمرار الحرب وتأثر سلاسل الإمداد والتوريد إلى أبعد من ذلك "في ظل استمرار القتال"، ومنها التي تصل إلى أفريقيا، أكبر مستورد من القمح والحبوب في العالم.

ومع كثرة الحديث، ظهر مؤخرا بديل للقمح والحبوب وهو "نبات الدخن"، وهو نوع من الحبوب التي تنتمي إلى الفصيلة النجيلية، أو ما يُدعى بالفصيلة العُشبية.

ويُعد الدخن من أقدم محاصيل الحبوب المزروعة والتي كانت طعاما أساسيا في بعض المناطق شبه القاحلة في جنوب وشرق آسيا، وأفريقيا، وأجزاء من أوروبا قبل انتشار الأرز، والقمح، والذرة، ومع ذلك فهو غير معروف حتى الآن من قِبل الكثيرين.

ويتحمل الدخن الجفاف وندرة المياه ومناسـب للنمـو في الأراضي الفقيرة في العناصر الغذائية، كما أنه مقاوم للآفات والأمراض، موسـم النمـو له قصـير مـن 60 :90 يـوما ويستخدم في تغذية الإنسان والحيوان.

ويزرع الدخن في المناطق الجافة من قارة آسيا مثل الهند والصين وقارة أفريقيا مثل نيجيريا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو والسودان ومصر في أماكن مختلفة، خاصة في المناطق البحثية التابعة لمركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية.

الدخن 

مميزات وأنواع وفوائد نبات الدخن 

تصل أنواع نبات الدخن بأشكاله المتنوعة إلى عشرة أنواع، ومنها:

  • اللؤلؤي.
  • ذيل الثعلب.
  • الإيطالي.
  • بروسو.
  • دخن الإصبع.
  • شندويل 1، وهو صنف حديث تم استنباطه من قسم بحوث محاصيل العلف بمركز البحوث الزراعية في مصر.

يعد الدخن مصدرا للغذاء، خاصة الذين يعيشون في قارتي آسيا وأفريقيا، كالهند والصين وروسيا والسودان والنيجر ونيجيريا، ويعتمد أكثر من 300 مليون إنسان حول العالم في طعامهم على الدخن خاصة لما له فيه من العناصر الغذائية المفيدة والصحية لجسم الإنسان كبالبروتين والألياف، والأحماض الدهنية والأمينية المفيدة للبشرة، والحديد والمغنيسيوم، والفيتامينات كفيتامين B وC وE.

كما يحتوي على مضادات الأكسدة المفيدة لخلايا الجسم، ويبلغ الإنتاج العالمي لنبات الدخن وحبوبه حوالي 30 مليون طن تقريبًا كل عام، وتتصدر قارتا آسيا وأفريقيا الغالبية العظمى من هذا الإنتاج.

وهناك مجموعة كبيرة من الفوائد لنبات الدخن، يتمثل أهمها في:

  • الدخن يعمل على تخفيف حدة تشنجات وآلام الدورة الشهرية.
  • يساهم في التخفيف من الصداع النصفي، ويقلل من حدة الربو، ويقوي الدورة الدموية في فروة الرأس.
  • يشكل غذاءً مناسبًا ومثاليًا للأشخاص الذين يعانون من مرض الزلاق، خاصة أن الدُّخن خال من مادة الغلوتبين لذا يعّد من أفضل الأطعمة للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض.
  • يخفض مستوى الدهون الثلاثية في الدم، كما أنه يعمل على تخفيف من كثافة الدم، وبالتالي يوفر الوقاية للفرد من خطر الإصابة بالاضطراب الشرياني التاجي، وخطر ضربات الشمس.
  • يحفز غدد الحليب على إنتاج كميات كبيرة من الحليب، وبالتالي سيساعد الأم على تغذية طفلها بشكل أكبر ولمدة أطول.
  • يرفع من مستوى السيروونين في الجسم، وذلك بفضل غناه بمادة التربتوفان، وبذلك يعمل على الحد من التوتر.
  • يوفر للجسم الكميات التي يحتاجها من البروتين.
  • يحافظ على البشرة مشدودة، ويؤخر من علامات تقدم السن، وذلك بفضل غناه بالعديد من الأحماض الأمينية.

وتم استخدام الدخن في إنتاج الخبز البلدي، واتضح أن استبدال دقيق القمح بدقيق الدخن أعطى نتائج إيجابية، وكانت أفضل نسبة استبدال 10%، مع ملاحظة أن جميع العينات حتى نسبة استبدال 30% كانت مقبولة.

كما تم إنتاج كيك منخفض السعرات من دقيق الدخن فقط مناسب لمرضى السكر وكانت كلها مقبولة.

زراعة الدخن 

يزرع الدخن في أكثر من 130 دولة

وقال الخبير الاقتصادي الزراعي في جامعة أليكس إكويمي الفيدرالية في نيجيريا روبرت أونينيكي، في حوار مع “دويتشه فيله”، إنه حان الوقت للبحث عن بدائل للمواد الغذائية الأساسية الشائعة مثل الأرز والقمح. 

ويعتقد أونينكي أن نبات الدخن، وهي فصيلة من الأعشاب ذات البذور الصغيرة المتغيرة، يمكن أن تشكل واحدة من الحلول المطروحة من أجل توفير طعام للعالم.

حبوب الدخن أو الجاورس أو البشنة تنتمي إلى الفصيلة النجيلية التي تنبت في المناطق الجافة من قارتي آسيا وأفريقيا، وعلى الرغم من الأصناف العديدة لنبات الدخن إلا أن الصنف اللؤلؤي هو الأكثر شيوعًا.

نبات الدخن موجود منذ عام 3000 قبل الميلاد ويعتقد أنه من بين أقدم النباتات المستأنسة، ويعد منذ فترة طويلة المحصول الأساسي لملايين المزارعين، خاصة في الهند والصين وأجزاء كثيرة من أفريقيا.

ويطلق عليها أحيانا اسم "الحبوب الغذائية" بسبب مستوياتها العالية من الحديد والألياف وبعض الفيتامينات، ولا تزال تزرع في أكثر من 130 دولة، ومع ذلك، فإنها تلعب دورا هاما في النظم الغذائية وحدها لحوالي 90 مليون شخص في أفريقيا وآسيا، وغالبا ما تعتبر غذاء للفقراء.

ويرى الخبير أن قدرة هذه النبتة على التكيف مع المناخ، وفترة النضج القصيرة، وانبعاثات الكربون المنخفضة، تضعها في دائرة الاهتمام العالمي.

من جانبه، قال الدكتور شعيب فتوح، الحاصل على دكتوراه في النباتات الطبية والعطرية، أن نبات الدخن من الحبوب التي يمكن إضافتها إلى النظام الغذائي، فبذور الدخن غنية بالمغنيسيوم  الضروري لخفض مستوى ضغط الدم، وبالتالي التقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية.

نبات الدخن