الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناتو شرق أوسطي.. تحولات المشهد تؤكد تدشين تحالف خال من التواجد الغربي|قراءة

تشهد المنطقة العربية حالة من التحول والتغير والزخم السياسي الكبير منذ عدة شهور، الأمر الذي يؤكد أن المنطقة مقبلة على عهد جديد خال من سياسة القطب الواحد التي تقوم على المصالح الخاصة قبل تحقيق رغبات الشعوب العربية، وتلعب الصين في ذلك دورا مهما بعد تصدرها المشهد في الفترة الأخيرة.

العلم الصيني 

دور الصين داخل المنطقة العربية

وعانت المنطقة العربية لفترات طويلة من السياسات "الغربية"، التي لا تراعى مصالح شعوبها، وعملت على استغلال بعض النعرات لإثارة الأزمات بين شعوب دول المنطقة، وأثرت على المشهد السياسي داخلها، وتسببت في غياب السلام والاستقرار عنها؛ مما أحدث حالة من الاضطرابات الدائمة.

وسعت الصين ومن خلال تصدرها المشهد إلى شراكة حقيقية مع الدول العربية، وعملت على تنقية الأجواء بين الشركاء في المنطقة، وإنهاء مشكلات قديمة من خلال فتح صفحات للتعاون والتنسيق الدبلوماسي، وكان أخرها بين المملكة العربية السعودية وإيران، بعد سنوات من وقف التنسيق الدبلوماسي فيما بينهما.

وفي بيان مشترك نقلته وكالتا أنباء البلدين الرسمية، فإن السعودية وإيران قد اتفقتا على "استئناف علاقاتهما الدبلوماسية" المقطوعة بينهما منذ عام 2016، وكذلك إعادة فتح السفارات والممثليات في غضون شهرين، وتم التوصل إلى هذا الاتفاق إثر مفاوضات استضافتها الصين.

وتضمن البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، أنه إثر مباحثات "تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران".

وأوردت وكالة إرنا، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني أجرى محادثات مكثفة مع نظيره السعودي في الصين "من أجل حل المشكلات بين طهران والرياض بشكل نهائي".

السعودية وإيران 

استئناف علاقات السعودية وإيران 

ووقع وزيرا خارجية إيران والمملكة العربية السعودية، اليوم الخميس، بيانًا مشتركًا اتفقا فيه على إعادة فتح السفارات والقنصليات في البلدين، وبحث سبل توسيع التعاون، وفقًا لوزارة الخارجية الإيرانية التي نشرت البيان، وذلك بعد لقاء الوزيرين في العاصمة الصينية، بكين.

وبحسب البيان، فإن البلدين "سيفتحان سفارتيهما في الرياض  وطهران وقنصليتي البلدين في جدة ومشهد".

كما اتفق الجانبان على "بحث سبل توسيع التعاون بين البلدين بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية والرحلات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين بما في ذلك العمرة.

وشدد البيان الثلاثي (السعودي الإيراني الصيني) على تفعيل جميع الاتفاقيات المشتركة بين السعودية وإيران، ومنها اتفاقية التعاون الأمني، واتفاقية التعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية.

كما اتفق الجانبان على تعزيز تعاونهما في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وبما يخدم مصالح شعوبها ودولها.

وزيرا خارجية السعودية وإيران

الصين تدفع تجاه تسوية النزاعات

وقال السفير علي الحفني، سفير مصر السابق في الصين، إن الدور التي تعلبه الصين دور في غاية الأهمية، وليس الأمر مجرد وساطة دون متابعة ولكن هذا يدل أن الصين ليست بمعزل عما يحدث في الساحة الدولية.

وأوضح الحفني ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن ما شهدناه اليوم هو تأكيد على ان الدور الصيني ممتد، والصين وأصبحت تتابع مبادراتها وتدفع الي اتجاه تسوية النزاعات بالطرق السلمية، حيث ذلك من شأنه تحقيق مصلحة صينية في المقام الأول ولكن أيضا تحقيق مصالح أطراف إقليمية متنازعة.

وتابع: الخطوة الأولى التي تم التفاهم بشأنها في اجتماع بكين التي تم الإعلان من خلاله على توصل الطرفين لإعادة السفراء وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية والقنصلية، ولا شك هناك عمل كبير ينتظر الطرفين مع استمرار الوساطة والجهد الصيني للدفع في اتجاه تطوير هذه الآلية وهي العودة العلاقات الطبيعية بين الرياض وطهران.

واكد سفير مصر السابق في الصين، أن هناك تفاهم بين رياض وطهران على المضي في تطبيع علاقات الدولتين والعودة الي مستوى التي كان قائما عليه قبل عام 1979 وقبل تدهور العلاقات بشدة وغلق البعثات، فهناك رغبة في أن يتم إعادة العلاقات الي مسارها الطبيعي والتصدي لحل المشكلات التي اعترضت لفترة طويلة طريق هذا المسار الطبيعي للعلاقات بين إيران والسعودية من ناحية وبين إيران ودول الخليج من ناحية أخرى.

واختتم: فعودة العلاقات بينهم خطوة ملموسة وطيبة وهناك إصرار على المضي في حلحلة الوضع القائم، فهناك جهد مبذول من قبل الصين لأنها تدرك تماما أهمية تحقيق الاستقرار في ربوع منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، خاصة انها لها مصالح كبيرة لكلا البلدين مع دول المنطقة باسرها إذا مع منطقة الشرق الأوسط أو المنطقة العربية.

السفير علي الحفني