الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين وأمريكا.. صفعة جديدة تزيد حدة التوتر بين البلدين |تفاصيل

رؤساء البلدين
رؤساء البلدين

بلغت العلاقات بين أمريكا والصين أدنى مستوياتها على الإطلاق وأصبح مستوى التدهور واضحا، ويبدو أن التوتر بين البلدين الذي بدأ قبل سنوات بسبب قضايا مختلفة منها تايوان، والخلافات التجارية، وحرب أوكرانيا، مستمر ولن ينتهي قريبا.

واشنطن وبكين 

الصين ترفض طلبا أمريكيا

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الاثنين، أن الصين رفضت طلبا من الولايات المتحدة لعقد اجتماع بين وزيري دفاع البلدين على هامش منتدى أمني سنوي في سنغافورة، مطلع الأسبوع المقبل.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في بيان للصحيفة: "الليلة الماضية، أبلغت جمهورية الصين الشعبية الولايات المتحدة برفض دعوتنا في أوائل مايو للقاء بين وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الدفاع الوطني لجمهورية الصين الشعبية لي شانغ فو في سنغافورة الأسبوع المقبل"، مضيفة أنها تؤمن أن التواصل المفتوح هو السبيل"لضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع".

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أعلن الأسبوع الماضي، أن وزارة الدفاع أجرت مناقشات لبدء محادثات بين لويد ونظيره الصيني.

وأضاف كيربي، أن هناك احتمالا لعقد اجتماع بين الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي ونظيرها الصيني خلال اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في ديترويت.

يذكر أن منتدى الأمن الدولي لحوار "شانجريلا" سيعقد في الفترة من 2 إلى 4 يونيو في سنغافورة، وهو المؤتمر الذي يعقد سنوياً منذ عام 2002 يحضره وزراء الدفاع وكبار مسؤولي الأمن والدفاع من 40 دولة، وينظمه مركز الأبحاث البريطاني والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

الدفاع الأميركية

موقف ضد سياسة التصعيد

وفي هذا الصدد، قال سفير مصر السابق في الصين، علي الحفني، إن الفترة الأخيرة وخاصة بعد الحرب في أوكرانيا حدث تصعيد في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل ملحوظ.

وأوضح الحفني ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الخلافات بين الولايات المتحدة والصين تتركز خاصة في الجوانب العسكرية وهذا ما اقترن به زيارة رئيسة الكونجرس الأمريكي الي تايوان والحشود العسكرية والتدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول ورد الصين على مثل هذه التحركات وهذا التصعيد بمنورات عسكرية عدة.

وتابع: فالعلاقات العسكرية ليست في أفضل حالتها ومن هنا ما تفعله الصين اتجاه الولايات المتحدة الامريكية هو تعبير عن موقف رافض لسياسة التصعيد الامريكية وفي نغمة احتجاج على التصعيد العسكري على وجه الخصوص وخاصة فيما يتعلق بالقضية التي تمس التراب الوطني للصين والعالم اجمع معترف بأن تايوان جزء لا يتجزأ من التراب الصيني.

وأكد أن عودة تايوان للحظيرة الأم فهي مسألة وقت والصين ليس متعجلة عليها ولكن هم يعملوا جاهدين في سبيل تهيئة الظروف لتتم بشكل سلمي بعيدا عن أي تصعيد لن يفيد باي من الطرفين ولا للصين بشكل عام ولا للوضع في المنطقة.

وأضاف أن مسألة تايوان هي حساسة بالنسبة للصين وهذه التحرشات العسكرية والتصعيد العسكري والحشد العسكري يسئ للصين ويعمل على تعقيد قضية تايوان ويجعل القائمين على الأمور في تايوان اليوم يشعروا بأنهم يكرسوا الوضع الراهن طالما في هذا الدعم من قبل الولايات المتحدة الامريكية وأيضا حلفاؤها في المنطقة والدول الغربية بشكل عام.

ولفت سفير مصر السابق في الصين أن الموضوع الشائق أيضا هو مسألة سعي الولايات المتحدة والغرب من ورائها في مد نطاق نشاط الحلف الاطلنطي الي منطقة المحيط الهندي والهادي وهذا خروجا عن ما استقر بعد الحرب العالمية الثانية من ان حلف الأطلنطي تم انشاءه في اعقاب الحرب ونشاته قاصر فقط على القرة الأوروبية بصفة أساسية.

واختتم قائلا: وهذا أيضا موضوع تجد فيه الصين تصعيد كبير في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وبين الدول الغربية التي تقف من وراء الولايات المتحدة.

السفير علي الحفني 

إلحاق الضرر بسيادة بكين

وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعا وزير الخارجية الصيني تشين قانغ الولايات المتحدة، إلى تصحيح تصوراتها عن بكين والعودة إلى "العقلانية"، وطالب واشنطن بالتوقف عن إلحاق الضرر بسيادة بكين وأمنها.

وقال وزير الخارجية الصيني تشين قانغ إن تحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية الأمريكية هو ضرورة بعد أن أدت ما وصفها بأنها سلسلة من "الأقوال والأفعال الخاطئة" إلى تدهور في العلاقات.

وشدد تشين بشكل خاص خلال اجتماع في بكين مع السفير الأميركي نيكولاس بيرنز على أن الولايات المتحدة يجب أن تصحح طريقة تعاملها مع قضية تايوان وأن تمتنع عن تجريد مبدأ "الصين الواحدة" من مضمونه.

وتدهورت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم لتصل إلى أدنى مستوياتها العام الماضي عندما قامت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي بزيارة رسمية إلى تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي، مما أثار غضب الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها.

وردا على الزيارة، قطعت بكين قنوات الاتصال الرسمية مع الولايات المتحدة بما في ذلك الاتصال بين الجيشين.

وتراجع التوتر بين القوتين العظميين في نوفمبر عندما التقى الزعيمان الأميركي جو بايدن والصيني وشي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا وتعهدا بإجراء مزيد من الحوار.

وزير الخارجية الصيني

التوتر بين أمريكا والصين 

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن تشين قال لبيرنز "سلسلة الأقوال والأفعال الخاطئة من جانب الولايات المتحدة منذ ذلك الحين قوضت الزخم الإيجابي الذي تم تحقيقه بشق الأنفس للعلاقات الصينية الأميركية".

وأضاف البيان "تعطل جدول أعمال الحوار والتعاون الذي اتفق عليه الجانبان، وتواجه العلاقات بين البلدين الجمود مرة أخرى".

وتصاعد التوتر بين البلدين في فبراير عندما ظهر منطاد صيني على ارتفاع كبير في المجال الجوي الأميركي وردا على ذلك ألغى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة كانت مقررة لبكين.

وفي الشهر الماضي، أجرت الصين مناورات عسكرية حول تايوان بعد أن التقت رئيستها تساي إينغ-وين برئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في لوس انجلوس.

ومنذ عام 1979، يحكم قانون العلاقات مع تايوان الصلة بين واشنطن وتايبيه وهو قانون يمنح الأساس القانوني لتزويد تايوان بسبل للدفاع عن نفسها لكنه لا يسمح للولايات المتحدة بمساعدة تايوان إذا تعرضت للهجوم.

وفي ميزانية 2023، أقر الكونجرس الأميركي تقديم مساعدات عسكرية لتايوان بما تصل قيمته إلى مليار دولار باستخدام آلية تفويض تسرع من وتيرة تقديم المساعدة الأمنية وساعدت في إيصال أسلحة لأوكرانيا.

واشنطن وبكين