الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا تهاجم إسرائيل.. أردوغان يصف الاحتلال بالإرهاب وتحرك عاجل ضد تل أبيب|ماذا يحدث؟

تركيا تهاجم نتنياهو
تركيا تهاجم نتنياهو بشدة

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسرائيل بأنها "دولة إرهاب" بسبب ما وصفه بـالتدمير الشامل لقطاع غزة في عمليتها العسكرية، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل على محاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية الأربعاء.

أردوغان 

إسرائيل دولة إرهاب 

وقال أردوغان في كلمة أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية: "إسرائيل تطبق استراتيجية تدمير كامل لمدينة وسكانها"، وأضاف: "أقولها بصراحة وبقلب مستريح: إسرائيل دولة إرهاب"، حسب تعبيره.

وتابع أردوغان قائلا: "في حال استمرت إسرائيل بمجازرها على هذا النحو ستُسجل نفسها كدولة إرهاب ملعونة في كل مكان حول العالم"، على حد قوله.

وأردف الرئيس التركي قائلا: لن نتردد بسبب انزعاج أحدهم من التصريح بأن أفراد حماس مقاومون يسعون إلى حماية وطنهم وأرواحهم.

وكان أردوغان قد وصف، في 25 أكتوبر حركة حماس بأنها "ليست تنظيما إرهابيا، بل يكافحون من أجل الدفاع عن شعبهم وأرضهم، وهم مجموعة من المجاهدين ومنظمة تحررية".

وتعهد الرئيس التركي بمواصلة "عزل إسرائيل" على الساحة الدولية وقال: "في خطة مزدوجة سنواصل عزل إسرائيل في الساحة الدولية بينما نوفر كافة أشكال الدعم الإنساني لفلسطين".

أردوغان 

نتنياهو يرد على أردوغان 

وتابع أردوغان قائلا: "سنتخذ خطوات لضمان محاكمة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية بعدما قتلوا بوحشية شعب غزة المظلوم".

ومن جانبه، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يدعم الإرهاب"، ويصف إسرائيل بالدولة الإرهابية وهو يقصف القرى التركية في بلاده.

وجاءت تصريحات نتنياهو ردا على اعتبار الرئيس التركي إسرائيل دولة إرهابية ونيته مقاضاتها دوليا "على ارتكابها المجازر بحق الشعب الفلسطيني".

وقال نتنياهو خلال لقاء مع القس الإنجيلي فرانكلين غراهام في مبنى وزارة الحرب بتل أبيب: "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصف إسرائيل بأنها دولة إرهابية ولكنه في الواقع يدعم حركة حماس الإرهابية، وهو نفسه قصف القرى التركية داخل حدود بلاده لن نقبل الوعظ منه".

نتنياهو 

علاقات البلدين لن تتأثر 

وفي هذا الصدد، قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، إن العلاقة بين إسرائيل وتركيا لن تتأثر بتلك التصريحات الخاصة بنتنياهو وأردوغان، فالذي يربط العلاقات بينهم ليس حزب العدالة والتنمية والأحزاب الإسرائيلية في إسرائيل بل يربط العلاقة بينهم "حلف الناتو".

وأوضح عيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن حلف الناتو ينظر الي قاعدة كورجي في ولاية ملاطيا في وسط تركيا وهي مرتبطة شبكتها بالقبة الحديدية في إسرائيل وهي التي تعطي إنذارات مبكرة لأي صواريخ تتحرك من جهة الشمال إيران أو سوريا في القبة الحديدية في إسرائيل.

وتابع: فلا تتأثر العلاقات الإسرائيلية ـ التركية نتيجة تصريحات بين الجانبين فالطبيعي نتنياهو يكشر على أنيابه ويصدر تصريحات ضد تركيا وطبيعي أردوغان يعيش دور الخلافة وتبقى العلاقات كما هي.

وواصل: فأول تحرك تركي منذ الحرب على غزة قامت إسرائيل بتجديد التسهيلات لمدة 3 شهور للإسرائيليين في تركيا وأول شحن سفن بها غذاء أتت لإسرائيل بعد الحرب من تركيا فهي أشياء اكبر من أردوغان ذاته.

وأكد أن أردوغان في الحقيقة محدود المساحة في تركيا هو وغيره، فاردوغان فقط بتصريحاته يريد الخروج بمكسب عندما راي مصر وقطر تتحرك بجانب القمة الإسلامية في السعودية التي أراد بعد ذلك عقد قمة في انقرة عالمية ضد إسرائيل.

واختتم: فتصريحات أردوغان الفعلية له أتت بعد مؤتمر القاهرة للسلام في العاصمة الإدارية فاردوغان الذي عمله هو تحت بند الشو وليس أكثر ولا اقل.

فادي عيد

حملة مقاطعة إقتصادية 

وأطلقت منذ أيام قليلة بلديات وهيئات تركية حملة شعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو المنتجات التي يتهموها بدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة والتي سقط فيها أكثر من عشرة آلاف قتيل وعشرات الآلاف الجرحى.

وتعززت حملات المقاطعة، عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي أعرب خلالها عن تضامنه مع غزة، معتبرا حماس جماعة مقاومة وتمتلك الحق في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد قوى الاحتلال الإسرائيلي.

وتضمنت حملات المقاطعة العديد من المنتجات والعلامات التجارية الإسرائيلية والداعمة لها من عصائر وألبان ومنظفات والقهوة والشاي والحلوى والمثلجات والفواكه والخضروات والمشروبات الكحولية والغازية.

كما أطلقت 24 بلدية في إسطنبول حملة مقاطعة ضد منتجات الشركات العالمية التي اتهمتها بدعم تل أبيب، وقالت إنها لن تبيع المنتجات ذات المنشأ الإسرائيلي.

وبدعوة من مديرية مقاطعة إسطنبول التابعة لحزب العدالة والتنمية، تداولت بلديات المنطقة بيانات متتالية على وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد بمقاطعة المنتجات والشركات التي تعلن دعمها لإسرائيل.

وأظهرت البلديات التي أيدت حملة المقاطعة أنها لن تسكت على الشركات التي دعمت القصف الإسرائيلي في قطاع غزة.

حملة مقاطعة 

تراجع التبادل التجاري

وانعكس صدى تلك المقاطعة على حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل، حيث صرح وزير التجارة التركي عمر بولات، أن التجارة مع إسرائيل انخفضت بنسبة 50% منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر.

وفي السنوات الأخيرة، كانت تركيا واحدة من أكثر الدول التي تستورد منها إسرائيل، حيث احتلت المرتبة الخامسة بعد الصين والولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا.

ووصلت أرقام الواردات من تركيا، التي تحقق نموا مضاعفا سنويا منذ عام 2019، إلى 7 مليارات دولار في عام 2022.

ولاقت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمقاطعة التركية، نفير لدى إسرائيل مما جعلها توجه متاجرها الكبرى لمنع بيع المنتجات التركية.

ومن جانب أخر، قالت وزارة الخارجية التركية في بداية الشهر الجاري، إن تركيا استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والهجمات الإسرائيلية المستمرة عليها.

وغادرت السفيرة الإسرائيلية لدى تركيا البلاد في الشهر الماضي لدواع أمنية بعد اندلاع احتجاجات في أنحاء البلاد، دعما للفلسطينيين وقالت إسرائيل في وقت لاحق إنها استدعت سفيرتها لتقييم العلاقات الثنائية.

وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه قطع جميع الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب الإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال أردوغان: لن نقطع علاقتنا بإسرائيل ونتنياهو لم يعد شخصا يمكن التعامل معه.

تركيا وإسرائيل 

ارسال مساعدات لإسرائيل 

ويذكر أن كشفت وسائل إعلام عبرية الشهر الماضي عن وصول سفينة تركية محملة بمساعدات غذائية إلى ميناء حيفا الإسرائيلي.

وتبعا لوسائل الإعلام العبرية، فقد جرى الإعلان عن وصول سفينة دعم من تركيا، رست في ميناء حيفا محملة بـ 4500 طن من الخضروات، فيما بلغت 80% من الحمولة طماطم.

ونوهت وسائل الإعلام التركية، إلى أن الاستجابة التركية بإرسال هذه الشحنة، أتت عقب أن طلبتها إسرائيل بعد تضرر قطاعها الزراعي.

وهاجمت حركة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة، يوم الـ 7 من أكتوبر الماضي، هجوماً غير مسبوق على الاحتلال الإسرائيلي تحت اسم "طوفان الأقصى"، بإطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي المحتلة. 

ومنذ ذلك الحين، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياءً سكنية ومبان متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة بجانب قصف أكثر من 8 مستشفيات ومدارس تابعة للأونروا. 

وقد دخلت الحرب على غزة يومها الـ 41، حيث يستمر القصف الإسرائيلي للقطاع المحاصر مع تواصل الاشتباكات على عدة محاور حيث توغلت الآليات الإسرائيلية، وسط تصاعد الهجمات على سكان القطاع ونفاد المواد الغذائية والطبية.

وبلغت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 11500 ألف شخصا، بينهم 4710 أطفال، وأكثر من 3130 امرأة، ونحو 198 فردا من الكوادر الطبية، و21 رجلا من طواقم الدفاع المدني، و51 صحافيا، وما يزيد عن 29 ألف جريح، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.

غزة