لم يكن صباح السبت 23 أغسطس يومًا عاديًا لأهالي محافظة سوهاج، بعدما استيقظوا على خبر غرق 6 من بناتهم في شاطئ أبو تلات غرب الإسكندرية.
حادث مأساوي تقف وراءه خيوط تبدأ من "أكاديمية وهمية" تحمل لافتة براقة في الضيافة الجوية، وتنتهي بمأساة أفقدت الأسر فلذات أكبادها.
أكاديمية بلا تراخيص
الأكاديمية التي زجّت بالفتيات في رحلة "الموت"، ليست كيانًا معتمدًا أو مرخصًا من الجهات المختصة، رغم انتشارها الواسع في 6 محافظات على مستوى الجمهورية.
فقد نجحت خلال السنوات الماضية في استقطاب عشرات الفتيات الطامحات في مستقبل بمجال الضيافة الجوية، عبر دعاية مضللة ودورات تدريبية غير معترف بها.
القضية بدأت في 19 أغسطس الجاري، حين ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أنغام ص ز ح، مديرة فرع الأكاديمية بسوهاج، بتهمة إدارة نشاط تدريبي دون تراخيص رسمية.
وفي اليوم التالي مباشرة، أي في 20 أغسطس، نظمت الأكاديمية الرحلة المشؤومة إلى شاطئ أبو تلات، في محاولة لطمأنة الأهالي بأن "الأمور تسير بشكل طبيعي"، وأن الفروع ستفتح أبوابها قريبًا.
شيئًا لم يكن إلا أن ما حدث كان أبعد ما يكون عن الطمأنة، فقد غرق 6 فتيات في عمر الزهور، لتنكشف الكارثة على حقيقتها.
وفي أعقاب الحادث، أصدرت السلطات قرارًا عاجلًا بإغلاق جميع أفرع الأكاديمية الستة على مستوى الجمهورية، فيما تواصل التحقيقات مع رئيس مجلس إدارتها سامح ح، الذي تم القبض عليه، ليواجه اتهامات بالمسؤولية المباشرة عن ممارسة نشاط تدريبي وهمي أودى بحياة الطالبات.
وجددت النيابة العامة حبس مديرة فرع سوهاج أنغام ص ز ح، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بعد ثبوت علاقتها المباشرة بإدارة الفرع وتحصيل أموال من الأهالي مقابل وعود كاذبة بالتوظيف والتدريب.
رحلة البحر التي كان يفترض أن تكون فسحة صيفية للفتيات تحولت إلى "رحلة موت"، لتظل دموع الأمهات وأحزان سوهاج شاهدًا على الإهمال والعبث بأحلام الشباب.