لم يعد الذكاء الاصطناعي حكرًا على المجالات التقنية أو العلمية فقط، بل أصبح يمتد تدريجيًا إلى قطاعات مختلفة من حياتنا اليومية، وصولًا إلى الفنون الإبداعية التي طالما ارتبطت بموهبة الفرد، وقد كان آخر ما أثار الجدل في هذا السياق، إعلان تطوير أول ممثلة افتراضية بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي فجّر نقاشات واسعة في الأوساط الفنية، وفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل التمثيل ودور الإنسان في صناعة الفن.
ولادة الممثلة الافتراضية "تيلي نوروود"
أعلنت شركة "شيكويا" عن ابتكار شخصية افتراضية أطلق عليها اسم "تيلي نوروود"، وهي ممثلة مطورة كليًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأكدت الشركة أن هناك سباقًا بين عدد من الوكالات الفنية للتعاقد معها من أجل المشاركة في أعمال فنية مستقبلية، وهو ما أثار قلقًا بالغًا لدى كثير من الممثلين خشية أن يحل الذكاء الاصطناعي محلهم.
غضب الفنانين وردود الأفعال
انتشرت موجة من الغضب بين الفنانين عقب الإعلان عن هذه التجربة، حيث عبّر العديد منهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن رفضهم التام للفكرة.
النجمة ميليسا باريرا، بطلة سلسلتي الرعب "سكريم" و"سكريم 6"، كتبت عبر إنستجرام: "آمل بأن يتخلى جميع الممثلين المتعاقدين مع الوكالة التي تقف وراء هذا الأمر عن خدماتها".
أما الممثلة مارا ويلسون فقد هاجمت الشركة بشدة قائلة: "عار على هؤلاء.. لقد سرقوا وجوه مئات الشابات ليصنعوا هذه الممثلة بالذكاء الاصطناعي، إنهم ليسوا مبدعين، بل سارقو هويات".
رد الشركة المطورة
في مواجهة هذه الاتهامات، ردّت شركة شيكويا عبر حسابها الرسمي على إنستجرام، موضحة أن: "تيلي نوروود ليست بديلًا عن الإنسان، بل هي عمل إبداعي".
وأضافت الشركة قائلة: "كما فتحت الرسوم المتحركة وعروض الدمى والمؤثرات الخاصة آفاقًا جديدة من دون أن تُنقص من قيمة الأداء الحي، يُقدّم الذكاء الاصطناعي طريقة أخرى لتخيل القصص وبنائها".
الإبداع والتهديد
ظهور "تيلي نوروود" حدثًا فارقًا في تاريخ استخدام الذكاء الاصطناعي بالفن، فبينما يراه البعض فرصة لابتكار طرق جديدة في السرد البصري والإبداع، يراه آخرون تهديدًا حقيقيًا لمكانة الممثل البشري ودوره الأساسي في السينما والفن والابداع.