لم تعد الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أكملت عامين منذ اندلاعها، مجرد مواجهة عسكرية عابرة بين جيش وقوة مقاومة، بل تحولت إلى أزمة شاملة تعد من أكبر حالات الاستنزاف الاقتصادي التي واجهتها إسرائيل منذ قيامها.
وفي هذا الصدد، يقول دكتور داوود فرج، ناشط سياسي لبناني، إن دخلنا في العام الثالث للحرب على غزة ولم تنته بعد ، لا غزة انتهت ولا الحرب، لكن دمرت غزة والناس لازالوا يتنقلون بين الركام، من هنا بدأت تنطلق شعارات حرب الإبادة ورفع دعاوى في المحاكم الدولية، وهذا سيقودنا الى إنتهاء الحرب لا محال، ولكن السؤال لماذا كل هذا الدمار والخراب والقتل، فهل عملية الأقصى في سبعة أكتوبر تستدعي كل ذلك، أم هي الفتيل الذي أظهر الكامن منذ عقود من الزمن.
وأضاف فرج- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن نعم المسألة ذات بعد حقد قديم نابع من الخوف من القضية الفلسطينية ، تفجر عند السابع من أوكتوبر في عملية الأقصى.
وأشار فرج، إلى أن ما قد ورد على لسان الوزير السابق غالانت بتسميته للفلسطينيين بأنهم " وحوش بشرية "، ما هو الا تأكيد على مسألتين، الأولى في الظاهر بأنهم لا يستحقون العيش بين البشر وبالتالي يجب قتلهم، والمسألة الثانية تدل على الجانب الكامن وهو حالة الخوف من القضية الفلسطينية، ولهذا كانت تسمية "وحوش" وليس شيء آخر.
وتابع: "من هنا تظهر الاستباحة في القتل دون الشعور بالذنب ، "فأنا سأقتلك لأنك ستقتلني"، وخيضت الحرب على أساس انها حربا وجودية لتبرير فعل القتل، أما من الجانب الفلسطيني انطلقت عملية الأقصى تحت عنوان تحرير الأسرى ورفع الحصار ، وعلى أحقية هذه المطالب، إلا أن القراءة كانت غير كافية لفهم الشخصية الاسرائيلية".
واختتم: "وبناءا على كل ما تقدم نرى بأن الحل يبدأ من الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ، وحقه في بناء دولة، وأن يعترف الإسرائيلي في هذه الحقوق بدل من نكرانها ويذهب بعيدا في حالات الإعتداءات التي لا تنتهي".
والجدير بالذكر، أن منذ هجوم السابع من أكتوبر عام 2023، دخل الاقتصاد الإسرائيلي في حالة من التراجع الحاد، متأثرا بدوامة من العجز المالي المتزايد، والنفقات العسكرية الضخمة وغير المسبوقة.
وقد انعكست هذه التداعيات بشكل مباشر على مستويات النمو الاقتصادي، وتسببت في اضطرابات داخل سوق العمل، إضافة إلى تراجع ملحوظ في التصنيف الائتماني للدولة.