قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عضو مشروع المومياوات المصري تكشف لـ صدى البلد تفاصيل فحص مقتنيات “عنخ أمون”: العثور على طفلتي الملك محنطتين

المتحف المصري الكبير صرح الحضارة المصرية الخالدة
المتحف المصري الكبير صرح الحضارة المصرية الخالدة

على أرض شهدت ميلاد أولى الحضارات الإنسانية، تواصل مصر كتابة فصول مجدها الخالد من خلال المتحف المصري الكبير، هذا الصرح الحضاري الفريد الذي يعيد إلى الأذهان عظمة المصري القديم وإبداعه الخالد، ولم يعد المتحف مجرد مكان لعرض القطع الأثرية، بل أصبح رمزا عالميا يعكس عبقرية الإنسان المصري وقدرته على صون ماضيه وبناء حاضره واستشراف مستقبله بثقة واعتزاز.

وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة سحر سليم، استاذ الأشعة كلية طب قصر العيني، جامعة القاهرة، وعضو مشروع المومياوات المصري، وعضو لجنة سيناريو العرض المتحفي بوزارة السياحة والآثار المصرية، إن هذا الصرح الحضاري العظيم الذي يضع مصر مرة أخرى صدارة الخريطة الثقافية العالمية، فهو ليس مجرد متحف  عادي، بل هو إنجاز إنساني استثنائي، إنه أكبر متحف في العالم مكرس لحضارة واحدة، ليحكي للعالم أجمع قصة الحضارة المصرية العظيمة، لكن عظمة هذا المتحف لا تكمن في ضخامته المعمارية فحسب، بل في روائع المقتنيات التي سيحتضنها، والتي تشكل شاهدا على عبقرية الإنسان المصري القديم.

سحر سليم: اكتشفنا وجود البلهارسيا في مومياوات عمرها 3 آلاف عام

وأضافت سليم- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن من بين آلاف القطع التي تخطف الأنفاس، تبرز كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، حيث سيعرض المتحف للمرة الأولى 5398 قطعة من مقبرته، بعد أن كان العالم كله لا يعرف سوى 1800 قطعة فقط. وبين هذه الكنوز،  الأميرتان الصغيرتان ابنتا الملك توت عنخ آمون.

وأشارت سليم، إلى أن حيث وجدهما هوارد كارتر في مقبرة الملك توت عنخ امون  بداخله تابوتين صغيرين، كل منهما يخبئ تابوتا آخر بداخله، حيث رقدت المومياوتان الصغيرتان حيث أرسلت المومياوتان لكلية طب قصر العيني للدراسة، ليكتشف العلم أنهما جنينان أنثيان، وأثبتت فحوصات الحمض النووي لاحقا أنهما ابنتا الملك توت عنخ آمون.

وتابعت: "وكانت لحظة فارقة في مسيرتي العلمية في يوليو ٢٠٠٨، عندما قمت بفحص المومياوتين بالأشعة المقطعية في قسم الأشعة بكلية الطب في قصر العيني، جامعة القاهرة، بصفتي عضو في مشروع المومياوات المصري حيث ابتكرت أول بروتوكول متخصص في العالم لفحص الأشعة المقطعية لمومياوات أجنة محنطة من اكثر من ثلاثة آلاف عام!".

وأردفت: "كشفت لي صور عن أسرار مذهلة: كانت الأميرة الكبرى في شهرها الثامن أو التاسع من الحمل، بينما كانت شقيقتها الصغرى في شهرها السادس. حيث خضعتا لعملية تحنيط ملكية أزيلت أحشاءهما الداخلية، وملئت تجاويف أجسادهما الصغيرة بحشوات  في عملية تحنيط ملكية تشابه تلك التي حظى بها والدهما الملك توت عنخ امون".

وأكدت: "ونشرت هذه الاكتشافات في بحث علمي في المجلة الأمريكية للأشعة عام  2012 بالمشاركة مع  الدكتور زاهي حواس، 
وفي عام 2014، نقلت الأميرتان الصغيرتان من كلية طب قصر العيني إلى المتحف المصري الكبير، وانضم إليهما تابوتاهما الذهبيان في 2016، وكان لي الشرف أن طلب مني المتحف المصري الكبير إعادة فحص المومياوات وتقديم المعلومات العلمية الأساسية لعرضها".

والجدير بالذكر، أن يقف المتحف المصري الكبير شاهدا على حضارةٍ لا تنقضي، وحارسا لأسرار الملوك والنبلاء الذين صنعوا مجد مصر عبر العصور. 

وبين جدرانه تستريح الأميرة الكبرى وشقيقتها الصغرى، ابنتا الملك الذهبي توت عنخ آمون، بعد رحلة امتدت لآلاف السنين، لترويا للعالم قصة الحياة والموت والخلود في مصر القديمة، كما أن هذا المتحف ليس مجرد بيت للآثار، بل هو قلب مصر النابض بالحضارة، ورسالة خالدة تقول للعالم: هنا بدأت القصة.. وهنا لا تنتهي.