يبدو أن العلاقات بين نيسان وهوندا لم تطو بالكامل كما كان متوقعًا بعد توقف مفاوضات الاندماج في وقت سابق، إذ عاد الصانعان اليابانيان الكبيران إلى طاولة النقاش من جديد، لكن هذه المرة بمنظور أكثر واقعية يركّز على التعاون بدل الاندماج.
فبحسب تقارير عالمية عن الرئيس التنفيذي الجديد لنيسان، إيفان إسبينوزا، تسعى الشركتان لاستكشاف فرص تطوير مشترك لسيارات ومحركات موجهة خصيصًا لسوق الولايات المتحدة، دون الدخول في أي التزام رأسمالي أو محاولات لإحياء خطط الاندماج السابقة.

مسار جديد للتعاون وسط تحديات السوق الأمريكية
أوضح إسبينوزا الذي تسلم قيادة نيسان في أبريل أن النقاشات الحالية تأخذ طابعًا عمليًا، وتعتمد على اجتماعات متكررة بين فرق الشركات وعلى أعلى المستويات، ورغم تأكيده القاطع أن الاندماج ليس مطروحًا، فإنه أشار إلى أن التعاون التقني وتطوير المنصات والبرمجيات وحتى مشاريع المحركات المشتركة خيارات تسير بالفعل في اتجاه إيجابي وبناء.
يأتي هذا التوجه في وقت تواجه فيه الشركات اليابانية وضعًا أكثر تعقيدًا داخل السوق الأمريكية، فالتغييرات التي فرضتها واشنطن على الرسوم الجمركية ما تزال تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا، رغم خفضها من 27.5٪ إلى 15٪ وفق الاتفاق التجاري الأخير، إلا أنها تبقى أعلى بكثير من مستوى ما قبل الرسوم التجارية.
التعاون كوسيلة للحفاظ على المنافسة العالمية
وبينما تبدي السوق الأمريكية ترددًا متزايدًا تجاه السيارات الكهربائية بالكامل، تزداد في المقابل المنافسة التي تفرضها شركات صينية مثل BYD بأسعار تنافسية ومنتجات تحظى بانتشارًا عالميًا سريعًا.
ربما هذا الواقع دفع نيسان وهوندا إلى إعادة التفكير في كيفية الاستفادة من نقاط قوتهما المشتركة، خصوصًا امتلاكهما بنى تصنيع متينة في الولايات المتحدة، إلى جانب شبكة توريد واسعة وقدرات هندسية قادرة على دفع التطوير المشترك خطوات إلى الأمام.
وأكد إسبينوزا على أن الشركتين تمتلكان أساسًا قويًا يمكن البناء عليه، قائلاً إن خيارات التعاون واسعة، والفرص التي يمكن استكشافها ما زالت كثيرة، في إشارة إلى مرحلة جديدة قد تعيد تشكيل العلاقة بين الاسمين اليابانيين الكبيرين دون الحاجة إلى الإعلان عن اندماج رسمي.



