واقعة مأسوية شهدتها مدرسة سيدز الدولية بالقاهرة تم الكشف عن ملابساتها المثيرة للجدل خلال الساعات الماضية ، ضحاياها “ تلاميذ في كي جي 2” مما جعلها قضية رأي عام
ماذا حدث ؟
القصة تعود وفقا لأقوال أولياء الأمور في محاضر الشرطة التي تم تحريرها بقسم السلام ثاني لقرابة عام ، حيث حكى أحد الصغار لوالدته أن المتهمين يقوموا بتهديده والاعتداء عليه وخدش براءته في أحد الأماكن بالمدرسة وأن الواقعة تعود لعام مضى وقامت السيدة بتحرير محضر بالواقعة.
بمجرد تحرير المحضر الأول تقدمت أسر ٤ صغار آخرين بالمدرسة بشكاوى ضد المتهمين الذين تبين أنهم عاملين وفرد أمن بالمدرسة الدولية وكانوا يقوموا بتهديد الصغار على مدار عام واجبارهم على خدش براءتهم والاعتداء عليهم في مكان داخل المدرسة وملامسة أجسادهم في أوقات مختلفة.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة اخطارا من قسم شرطة السلام ثاني تضمن اتهام أحد اولياء الأمور ل عاملين وفرد أمن بمدرسة دولية شهيرة بالتعدي على ابنائهم وخدش براءتهم داخل المدرسة على فترات مختلفة.
وعقب تقنين الاجراءات ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين الثلاثة وتحرر المحضر اللازم وتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.
على الفور تقرر رسميا عرض الأطفال على الطب الشرعي ، و استدعاء أولياء الأمور لسماع أقوالهم ،و فحص كاميرات المراقبة داخل المدرسة ، و استدعاء مسؤولى المدرسة للتحقيق
وكشفت تحقيقات جهات التحقيق عن تفاصيل مروعة لوقائع تعرض فيها عدد من تلاميذ إحدى المدارس الدولية لحالات تحرش واستغلال جنسي.
أكد المتهمون خلال استجوابهم وخاصة المتهم الرئيسي أنه كان يستدرج الأطفال إلى غرفة منعزلة داخل المدرسة، وأنه كان ينظم مع الأطفال ما وصف بـ"ألعاب جنسية"، حيث كان يمارس معهم أنشطة غير أخلاقية تحت غطاء اللعب.
وأكد أولياء أمور الطلاب أن المتهمين الثلاثة الآخرين كانوا يمارسون أعمال تحرش مباشرة على الأطفال، مؤكدين أن تحقيقات النيابة لا تزال مستمرة حتى اللحظة، حيث تحاول النيابة الضغط على المتهمين للحصول على اعترافات كاملة توضح حجم ونطاق الجريمة.
وجه أولياء الأمور اتهامات صريحة لإدارة المدرسة الدولية بتقاعسها وعدم إبلاغ السلطات بشكل فوري، مؤكدين أن الإدارة "ساكتة خالص ومتطلعش أي بيانات"، مما يزيد من حالة القلق والحيرة لديهم.
وأعربوا عن أملهم في أن تكشف التحقيقات القادمة مع المديرين والمدرسين وصاحب المدرسة عن كافة الملابسات، خاصة أن هذه الإجراءات تمثل المرحلة الثانية من التحقيق، مطالبين بعدم وجود أي معوقات قد تعطل مسار العدالة.
محامي الضحايا يكشف التفاصيل
قال المحامي عبد العزيز عز الدين فخري محامي الضحايا في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد أن المجني عليهم تتراوح أعمارهم بين ٤ و ٦ سنوات، ٤ في مرحلة kg2 وفتاة في الصف الأول الابتدائي، والمتهمين فرد أمن ٢٨ عام، وعامل ثلاثيني وآخر في نهاية الخمسينات وعامل رابع ٦٠ عام.
وتابع دفاع ضحايا المدرسة الدولية، أن النيابة تباشر تحقيقات موسعة في الحادث وانتقلت للمعاينة بعد الانتهاء من سماع أقوال أولياء الأمور، وأن التحقيقات ستكشف مفاجآت عن وجود ضحايا آخرين وخبايا أخرى في الوقائع وعلاقات مترابطة بين المتهمين.
كيف ردت المدرسة ؟
نشرت الصفحة الرسمية لمدرسة سيدز الدولية بالسلام على فيس بوك بيانا بعد ما أثير بشأن الاعتداء على براءة تلاميذها من جانب بعض العاملين.
وقالت المدرسة في بيانها الجديد :
تؤكد إدارة المدرسة بكل وضوح وثبات أن الطلبة ليسو مجرد متعلمين تحت رعايتنا بل هم أمانة عظيمة في أعناقنا ، ونلتزم بحفظها وصونها ورعايتها رعاية كاملة ، فسلامتهم وكرامتهم وتربيتهم هي مسئولية نؤديها بوعي كامل وحرص لا يقبل التهاون
وتؤكد إدارة المدرسة دعمها الكامل لأولياء الأمور الذين بادروا بإبلاغ السلطات بما آلمهم ، وتثمن حرصهم ومسئوليتهم وصدق مخاوفهم تجاه أبنائهم بما يستوجب ان نقف جميعا إلى جانبهم ونؤازرهم وندعمهم ونتخذ كل ما يلزم من تدابير لصونهم
وتشعر الإدارة بما يشعر باقي أولياء الأمور من قلق جراء ما تم تداوله فنحن إلى جانبكم ولسنا بمعزل عنكم وندرك تماما ما يساوركم من مخاوف مشروعة نابعة من محبتكم وحرصكم الطبيعي على سلامة أبنائكم وهو شعور نوليه كامل الاعتبار والاهتمام
نطمئن أولياء الأمور بأن منظومة الامن والسلامة مفعلة وفق أعلى معايير الجودة ، وعلى الرغم من أن المدرسة تنتظر ما ستسفر عنه تحقيقات النيابة العامة بوصفها الجهة المختصة ، إلا أن الإدارة باشرت وبشكل فوري اجراءا التحقيق الادارس الداخلي للتحقق من مدرى الالازام بالسياسات والاحراءات الداخلية ، وبيان ما إذا كانت هناك أي ملاحظات او ثغرات تتطلب المعالجة قبل عودة الطلاب يوم الاحد
وتود إدارة المدرسة الايضاح انها لا تدافع بأي حال من الأحوال عن الجريمة او عن أي شخص قد يثبت تورطه إلا أنه من الواجب الان هو انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية
ومن جانبنا أيضا قمنا على الفور باتخاذ تدابير إضافية لتعزيز منظومة الامن والسلامة داخل الحرم المدرسي تشمل :
- زيادة الاشراف على الطلاب في جميع الأوقات
- قصر التواجد في بعض المرافق على الكوادر النسائية فقط
- رفع مستوى الرقابة التكنولوجية داخل الحرم المدرسي
- العمل على تنفيذ برنامج توعوي للمشرفين وللطلاب حول السلوكيات الامنة داخل المدرسة بمعرفة متخصصين بالتعاون مع جهاز الامومة والطفولة
وتؤكد إدارة المدرسة انها ستواصل متابعة الأمر بكل مسئولية وحرص وستقوم بإحاطة أولياء الأمور بأي مستجدات فور ورودها من الجهات المختصة او من نتائج التحقيق الإداري الداخلي
قرارات رادعة وتحرك عاجل من وزير التربية والتعليم
من جانبها .. أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بيانا عاجلا بشأن واقعة الاعتداء على براءة تلاميذ المدرسة الدولية بالسلام ، وجاء نص البيان كالتالي :
تابع محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بدقة وحرص شديدين، كافة تفاصيل الواقعة اللا إنسانية التي شهدتها مدرسة سيدز الدولية بالقاهرة تجاه عدد من أبنائنا الطلاب.
وقد وجَّه الوزير محمد عبد اللطيف منذ اللحظة الأولى لظهور تفاصيل الواقعة بسرعة إيفاد لجنة موسّعة إلى المدرسة للتحقيق في ملابساتها.
تحقيقات النيابة العامة
وبناءً على ما توصلت إليه تحقيقات اللجنة الوزارية في ملابسات الواقعة التي تعد حاليا قيد تحقيقات النيابة العامة، أصدر الوزير محمد عبد اللطيف القرارات التالية:
- وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري وتم استلامها لإدارتها من قبل الوزارة إداريا وماليا بشكل كامل.
- إحالة كافة المسئولين الذين ثبت تورطهم في التستر أو الإهمال الجسيم في حماية الطلاب بالمدرسة للشئون القانونية.
وفي هذا السياق، قال الوزير محمد عبد اللطيف: “لا يوجد جرم أشد قسوة من أن تمتد يدٌ إلى طفل، أطفالنا أمانة في أعناقنا، وحمايتهم واجب لا يقبل التهاون وأي مدرسة لا تلتزم بمعايير الأمان والسلامة ولا تصون حقوق أبنائنا لا تستحق أن تكون ضمن المنظومة التعليمية المصرية وسيتخذ ضدها اجراءات رادعة".
وشدد الوزير على أن أي مساس بطفل من أبنائنا جريمة لا تُغتفر وأولوية التعامل معها تسبق أي شأن تعليمي، فصون كرامة وسلامة الأطفال وحمايتهم هو صون للوطن بأكمله.












