الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رومان بونكا.. بكى بسببه محمد منير وارتبط بموسيقى رياض السنباطى

رومان بونكا ومحمد
رومان بونكا ومحمد منير

حالة من البكاء انتابت الكينج محمد منير خلال حفله الذى أقيم في مدينة الإسكندرية، أمس الجمعة، وذلك بعد أن تذكر صديق عمره الملحن والموسيقار الألماني رومان بونكا، الذى توفى منذ أقل من شهر تقريبا، والصدفة وحدها كانت سببا في أن يكون يوم دفنه هو نفس يوم حفل محمد منير بالإسكندرية. 

ونرصد فى التقرير التالى أبرز المعلومات عن رومان بونكا. 

رومان بونكا

رومان بونكا تجربة رائدة

يعد رومان بونكا (2 ديسمبر 1951 -12 يونيو 2022) عازف عود من الطراز الأول، جاء إلى مصر قبل 30 عاما بحثا عن “ملحن أم كلثوم” حتى رأى في الحياة المصرية أن كل شيء ملهم لموسيقى جذابة.

قدم العديد من مؤلفاته وعزفه في فرق تجريبية رائدة مثل “Embryo” و"Missus Beastly"، بالإضافة إلى التعاون الذي لا حصر له مع مجموعة متنوعة من الموسيقيين، ليعد رومان بونكا هو أحد الموسيقيين النابضين بالحيوية القادمين من ألمانيا.

كانت أولى مشاركاته الموسيقية والعزف مع عائلته، كان مهووسا بعزف “هندريكس” ولاحقا “هالسول”، واشترك كلاهما بأنهما كانا يعزفان باليد اليسرى، ثم أعجب بموسيقى “زابا، وجون ماكلوفلين وتيرجي ريبدال”.

رومان بونكا

رومان بونكا والبحث عن رياض السنباطي

كان يعزف على الجيتار، ثم بدأت رحلته في السبعينات للعزف على العود العربي، لتنطلق رحلته مع هذه الآلة، كشف “رومان بونكا” سر تعلقه بهذه الآلة لأول مرة في حوار قديم أجري معه قبل 3 أعوام، وقال إنه لمس أول عود في إسطنبول حوالي عام 1972.

عزفه على العود جاء نتيجة لإعجابه بالموسيقى “الساحرة" كما وصفها، لرياض السنباطي، أثناء تجوله في رحله بجنوب إسبانيا، قرر سماع المزيد والمزيد من موسيقاه، وكان يسأل عنه بـ “ملحن أم كلثوم”.

مرت الأعوام وقرر رومان المجيء إلى البلد الذي نشأ فيه السنباطي، وجاء إلى مصر في عام 1982، كانت وجهته الأولى القاهرة للبحث عن مدرس للموسيقى العربية الكلاسيكية، تعلق بالعود لأسباب أخرى ومنها القدرة على العزف موسيقى طرب أكثر من الجيتار، بالإضافة إلى مواجهة عدد من المشاكل خلال العزف على الجيتار، ومنها عدم توفر الكهرباء في الكثير من الأحيان.

رومان بونكا

رومان بونكا مزيج الموسيقى الغربية والشرقية

علاقته بالموسيقى كانت متناقضة دائما، ولكن دفعته التجربة “الشامانية” كما وصفها إلى الاستماع للموسيقى بعمق وفهم أكبر، وحين قدم عرضا في عام 1971 مع فرقة “إيمبريو” كانت أفضل فرقة ألمانية سمعها على الهواء مباشرة.

كانت هذه الفرقة أفضل فرقة سمعها، وكان سعيدا حينها بدعوة “كريستيان بورشارد” الذي أحب عزفه، لزيارة الفرقة في ميونخ، وكان قد لعب قبلها مع فرقة موسيقية محلية في “فورتسبرج” بين عامي 1967 و1969، ثم بدأ لاحقا عزف فرقة “مونجو” وكان عازف الدرامز هو كلاوس فانكي الذي انضم لاحقا إلى تون ستين شيربين في برلين للتسجيل.

استمر في العزف مع فرقة “إمبريو” وسجل عدة ألبومات، ومنها في عام 1975، الذي كان أول ألبوم يركز على الكلمات المختلفة، وكانوا في هذه الفرقة يكتبون الأغاني بمفهوم مختلف لكل ألبوم.

الحصول على لحن مميز، كان أمرا صعبا دفعهم للقاء الموسيقيين في أفغانستان لتعد التجربة الشخصية الأقوى في حياته، واستطاع من خلال التعلم منهم إنتاج خليط موسيقي عالمي اندماج رائع بين العناصر الشعبية في الشرق الأوسط.

رومان بونكا

رومان بونكا مزاق الموسيقى الهندية

بعد جولة في الهند مع فرقة “إمبريو” غادر الفريق، وجاء هذا القرار انطلاقا من شعوره بأن هذه الفرقة تحتاج إلى موسيقيين مختلفين، ولكن بعد مغادرته لم يتم تجديد أي شيء بل انتهى تاريخ الفرقة، ثم عاود كريستيان بورشارد التواصل معه خلال بحثه عن موسيقيين جدد.

وبعد تسجيل شهر واحد، شكل ثلاثيا لعزف موسيقى الروك الكلاسيكية، وحينها قرر التخلي عن الجيتار الكهربائي مستخدما العود الشرقي لاستيعاب التجربة الشرقية حبا في موسيقى الهند التي تعلق بها.

وصف “رومان بونكا" أسلوبه بأنه يفضل الموسيقى النموذجية، لذلك لم يفضل التعامل مع الكثير من الأوتار، لكن حاول التوافق مع اللحن، تدرب كثيرا على العزف بشكل عام ولكن لم يكن مهتما بتقنيات الجيتار.

محمد منير

رومان بونكا والموسيقى الشرقية

كان الصوت بالنسبة له سر نجاح كل شيء، كأنه سر الحياة، واتجه لتأليف موسيقى الأفلام، ومنذ أن تعمق في الموسيقى الشرقية، كان العزف على العود يجعل له طابعا مميزا في العزف على الجيتار.

خلال تجربته للحياة في مصر، عمل مع عدد من الفنانين مثل محمد منير، وعبده داغر، وفتحي سلامة، وقال عن العمل معهم: “فتح محمد منير الباب أمام تجربتي المصرية، فمن خلال العمل معه التقيت بالعديد من الموسيقيين والموسيقيين الكلاسيكيين والفلكلوريين وموسيقيي الشوارع والنجوم مثل بليغ حمدي”.

وتابع: "لكن من خلال بحثي الخاص قابلت "كريم" عازفي العود والملحنين من كل العالم العربي، مثل زياد الرحباني، وحمزة الدين، ومحمد زين العابدين، وشربل روحان، وناصر شامة، وسيد الشريبي، وفتحي سلامة، وعبده داغر، وجيلالا، وموسيقيو كناوة، إلخ".

قدم المخرج السينمائي فريتز بومان فيلم "العود" في الثمانينيات، والذي أصبح الآن فيلمًا رومانسيا، ثم عملا معا لسنوات عبر تأليف رومان موسيقى أفلامه، ثم عمل مع المخرجين “هينير” و"دوري".

الموسيقى التصويرية للفيلم كانت تمنحه الكثير من الحرية، مثل  فيلم “توماتيتو”، وكان الاختلاف عن باقي أعماله أنه يتلقى عن ألحانه أجرا، فقد أعطته موسيقى الأفلام فرصة لتطوير المسرح والسينما.

قضى أعوامه الثلاثة الأخيرة في العمل الموسيقي مع أصدقائه من مصر، مثل محمد منير الذي وصفه بـ “الأخ”، وأيمن مبروك، وأيمن عصفور، وموسيقيين سوريين تقطعت بهم السبل في ألمانيا مثل إيهاب أبو فاخر، والعمل أيضا مع المغربي محسن رمضان.

محمد منير 

وفاة  رومان بونكا

نشر منذ أيام قليلة محمد منير، تعليقا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك”، يعلن فيه رحيل رفيق الكفاح الموزع الموسيقى رومان بونكا.

وقال محمد منير: “انتقل اليوم إلى رحمه الله الأخ وصديق العمر الفنان الكبير رومان بونكا”.