الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الغرب الأعمى.. يتجاهل جرائم إسرائيل بحق العرب منذ 48 وينتفض لإصابة مجندة

فلسطين
فلسطين

كشفت عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الفلسطينية في إسرائيل، عن ازدواجية كبيرة في المعايير التي تسير وفقها الدول الغربية، وخاصة أمريكا وألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا. 

زلزال عظيم يضرب إسرائيل

وتتواصل على مدار ثلاثة أيام عملية طوفان الأقصى، التي تنفذها الفصائل الفلسطينية المختلفة، والتي نتج عنها أكثر من 800 قتيل بين صفوف الإسرائيليين، إضافة إلى أسر وجرح المئات، وتدمير عدد كبير من القطع التابعة لجيش الاحتلال، وذلك بعد اقتحام أبطال المقاومة للبلدات المحتلة القريبة من غلاف غزة. 

وأعلنت عدد من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا تضامنهم مع دولة الاحتلال، رافضين ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الفلسطينية من رد فعل عاصف تجاه التصرفات الإجرامية التي قامت بها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين سواء في مدن الضفة الغربية أو داخل قطاع غزة أو بمدينة القدس الشريف. 

وفي هذا الصدد، أمرت وزارة الدفاع الأميركية مجموعة حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس جيرالد فورد"، بالإبحار إلى شرق البحر المتوسط لتكون جاهزة لمساعدة إسرائيل، حسبما قال مسؤولان أميركيان الأحد، فيما يرافق المجموعة القتالية ما يقرب من 5000 بحار وطائرات حربية وطرادات ومدمرات.

وكانت حاملة الطائرات ومقرها نورفولك بولاية فيرجينيا موجودة بالفعل في البحر المتوسط، وأجرت الأسبوع الماضي مناورات بحرية مع إيطاليا في البحر الأيوني.

فيما أعلنت ألمانيا، الأحد، أنها ستجري مراجعة للمساعدات التي تقدمها للفلسطينيين، والتي تبلغ قيمتها مئات الملايين من اليورو، في أعقاب الهجمات التي شنتها حركة حماس وفصائل فلسطينية داخل مدن وبلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقالت وزيرة التنمية سفينيا شولتسه، إن "الحكومة كانت دوماً حريصة على التحقق من قصر استخدام التمويلات على أغراض سلمية"، مضيفة: "غير أن هذه الهجمات على إسرائيل أحدثت صدعاً كبيراً... سنراجع مجمل تعاملاتنا" مع الفلسطينيين، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، مردفة أن بلادها "ستبحث مع إسرائيل أفضل السبل لخدمة مشروعات التنمية في المنطقة، بالتنسيق مع شركاء دوليين".

ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب إسرائيل، ولن تتوانى عن دعم تل أبيب بالمساعدات، مضيفا: على هامش كلمة الحرب الجديدة بين حركة حماس وإسرائيل، بأنه شاهد صورا فظيعة لآلاف الصواريخ تسقط خلال ساعات على مدن إسرائيلية، مشيرا: "هناك أبرياء يُخطفون، وأسر إسرائيلية تُقتل من طرف حماس الإرهابية" وفق تعبيره.

هجوم مباغت شنته حماس

ومن جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، زعماء العالم إلى إظهار التضامن والوحدة في دعم إسرائيل وإدانة "الهجوم الإرهابي" الذي نفذته حركة "حماس" الفلسطينية.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالانتقام القوي" بعد الهجوم المباغت الذي شنته "حماس" وأسفر عن مقتل أكثر من 800 شخص في أكثر الأيام عنفاً في تاريخ إسرائيل منذ نصف قرن.

وقال زيلينسكي الذي يخوض جيشه قتالاً ضد الجيش الروسي منذ 19 شهراً، إن إسرائيل لها "كل الحق" تماما مثل أوكرانيا في حماية نفسها، مضيفا: في خطابه المسائي عبر الاتصال المرئي: "لتكن قيمة الحياة الإنسانية وعدم التسامح مع الإرهاب هي المبادئ التي ستوحد العالم أجمع في النهاية".

ومن جانبه، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن "بريطانيا تدعم حق إسرائيل في اتخاذ إجراءات متناسبة، في إطار القانون الدولي، لإنهاء العنف".

وقال المتحدث للصحفيين "نؤيد ممارسة إسرائيل حقها في الدفاع عن النفس واتخاذ إجراءات متناسبة لإنهاء العنف.. في مثل هذه المواقف يمكنهم اتخاذ إجراء متناسب، والتصرف في إطار القوانين الدولية".

وكان رئيس وزراء بريطانيا، أكد الأحد، أن المملكة المتحدة ستقدم لإسرائيل "أي دعم" تحتاجه، فيما قال مكتب سوناك، إن رئيس وزراء بريطانيا أكد خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن لندن ستقدم "أي دعم تحتاجه إسرائيل" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس.

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية: إن اتهام طهران بالقيام بدور في العمليات في فلسطين له دوافع سياسية لتبرير هزيمة إسرائيل، مؤكدة أن إرسال أمريكا حاملة طائرات للمتوسط  بمثابة مشاركة عملية في العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وأضافت: "المقاومة الفلسطينية تتمتع بالقدرة والإرادة للدفاع عن الشعب الفلسطيني وأثبتت ذلك عمليا"، مشددة على: إن غض أمريكا وبعض دول أوروبا النظر عن جرائم إسرائيل ووضع المقاومة بموقع المتهم أمر مرفوض.

العلاقات العربية مع الغرب

وحول الموقف وازدواجية المعايير التي تمارسها الدول الغربية تجاه الفلسطينيين، يقول نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار غباشي، إنه ليس جديدا تجاهل الغرب جرائم إسرائيل، ولا تجاهل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الجديد والمهين والمقيت هو طبيعة العلاقات العربية مع العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية، التي لا يراعوا لها تقديرا. 

وأضاف غباشي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدليل على عدم مراعاة وتقدير الغرب البلاد العربية، هو موقف العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية، مما هو حادث الآن في غزة وفي اليات الصراع الموجودة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

وأشار غباشي، إلى أن الأمر هنا مرشح للتطور والتهور بدرجة كبيرة، خاصة أن هناك حديث أن إسرائيل تجهز لاجتياح غزة بريا وهذه مسألة خطيرة، وواجب على العالم العربي والإسلامي أن يكون له موقف شديدا من هذه المسألة.