الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يقوم العقل البشري بترتيب الأحداث بشكل صحيح؟ .. دراسة تكشف السر

كيف يقوم العقل البشري
كيف يقوم العقل البشري بترتيب الأحداث بشكل صحيح؟

كيف يقوم العقل البشري بترتيب الأحداث بشكل صحيح؟، سؤال ربما يكون قد خطر في بالك من قبل ولم تجد له إجابة ملموسة، لكن دراسة علمية كشفت عن إجابة حاليًا له. 

كشفت الدراسة الحديثة أن الخلايا العصبية الموجودة في الحصين -أحد المكونات الرئيسية لدماغ الإنسان- والتي يُعتقد أنها تمثل معلومات زمنية - يمكن أن تكون السر الذي يربط ذكرياتنا معًا في التسلسل الصحيح حتى نتمكن من تذكر الترتيب الصحيح الذي حدثت به الأشياء. 

وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة “علم الأعصاب” و“ساينس ألرت" العلمية أنه لم يكن معروفًا لفترة طويلة كيفية تشفير الذاكرة العرضية في الدماغ البشري.

وللتحقق من ذلك، قام فريق من الباحثين بقيادة عالمة الأعصاب، ليلى ريدي، من مركز أبحاث الدماغ والإدراك (CerCo) في فرنسا بمراقبة النشاط الكهربائي في أدمغة 15 مريضًا بالصرع باستخدام أقطاب كهربائية دقيقة مزروعة في الحصين. 

وأوضح الباحثون في دراستهم، التي نُشرت عام 2021، أن إنشاء ذكريات عرضية يتطلب ربط أحداث متميزة لتجربة ما بإخلاص زمني.

وأضاف أنه نظرًا لأهمية الحصين “قرن آمون” في تعلم الترتيب التسلسلي وأحكام الترتيب الزمني قمنا باختبار ما إذا كانت الخلايا العصبية الحصينية البشرية تمثل معلومات زمنية بينما يتعلم المشاركون ترتيب سلسلة من العناصر. 

الدماغ البشري 

أجريت التجارب خلال اختبارات طبية استخدمت فيها الأقطاب الكهربائية لتحديد مصدر نوباتهم في الدماغ.

ونتيجة لذلك، لم يتطلب البحث أي عمليات زرع غازية أو محفوفة بالمخاطر ولم يكن من الممكن أن يخضع لها المرضى بالفعل لأغراض علاج الصرع المحتمل.

في التجارب، قدم الباحثون سلسلة من الصور للمشاركين بترتيب محدد مسبقًا وطُلب منهم حفظ التسلسل.

وخلال الجلسات، سجلت الأقطاب الكهربائية خلايا عصبية محددة في الحصين تنشط استجابةً للتجربة سواء خلال لحظات محددة أثناء عرض الصور، أو أثناء الفجوات عندما لا يتم عرض الصور، أو عند فترات التوقف حيث يُطلب من المشاركين توقع الصورة التي سيتم عرضها.

وفقًا للباحثين، فإن الخلايا العصبية المعنية هي دليل على الخلايا الزمنية حيث يتم تعديل نشاطها من خلال سياق زمني ضمن نافذة زمنية محددة جيدًا.

وقال الباحثون إن بعض هذه الخلايا العصبية كانت منخرطة بنشاط في حفظ أو تذكر تسلسل الصور في التجارب، ولكن بعضها كان نشطًا أيضًا عندما لم يكن هناك أي محفز بصري، مما يشير إلى أنها كانت تشفر تدفق الوقت حتى عندما لم يحدث شيء على وجه الخصوص.

وأوضح الباحثون في ورقتهم البحثية: "لوحظ أن الخلايا الزمنية تنطلق في لحظات متتالية في هذه الفترات الفارغة.

وأضاف الباحثون: "لا يمكن أن يكون التعديل الزمني خلال فترات الفجوة هذه مدفوعًا بأحداث خارجية؛ بل يبدو أنها تمثل إشارة زمنية متطورة نتيجة للتغيرات في تجربة المرضى خلال وقت الانتظار هذا"> 


ووفقا للباحثين، فإن الخلايا الزمنية في الدماغ البشري "متعددة الأبعاد" قادرة على تشفير المعلومات المتعلقة بالوقت، لكنها تستجيب أيضًا لأنواع مختلفة من المعلومات أو المحفزات الحسية.

يوعتقد الفريق أنه من الممكن أن يكون السلوك متعدد الأبعاد لهذه الخلايا العصبية الزمنية هو ما يسجل "ماذا" و"أين" و"متى" بالنسبة للتجارب، كما يجمع العناصر معًا لتكوين ذكريات متماسكة من خليط من المدخلات.