في مشهد قضائي حاسم، أسدلت محكمة جنايات الأقصر الستار على واحدة من أكثر القضايا الجنائية إثارة، بعدما أصدرت حكمها بإعدام أربعة متهمين شنقًا ومعاقبة متهمة خامسة بالسجن المشدد خمس سنوات، وذلك على خلفية تورطهم في أحداث دامية شهدها مركز طيبة وأسفرت عن استشهاد النقيب “محمود أحمد عبد الصبور”.
تفاصيل القضية تعود إلى يوم 28 مارس الماضي، حين توجهت قوة أمنية لضبط أحد المتهمين المتورط في حيازة مواد مخدرة وأسلحة غير مرخصة. إلا أن المأمورية تحولت إلى مواجهة مسلحة بعدما قاوم المتهمون رجال الشرطة بعنف، وتمكن أحدهم من الاستيلاء على السلاح الأميري الخاص بالنقيب محمود وأطلق منه رصاصة أودت بحياته، كما أصيب عدد من أفراد القوة المشاركة.
التحقيقات كشفت أن المتهمين لم يكتفوا بمقاومة السلطات، بل ارتكبوا سلسلة من الجرائم شملت حيازة مواد مخدرة بقصد الاتجار، والاحتفاظ بأسلحة نارية وذخائر وأسلحة بيضاء دون ترخيص، ما دفع النيابة العامة إلى إحالتهم للمحاكمة بتهم ثقيلة.
وبعد جلسات مطولة ومرافعات استمرت عدة أشهر، جاء الحكم برئاسة المستشار باسم عبد المنعم دسوقي وعضوية المستشارين محمد سمير الطماوي ومحمد فتحي بدر، وبحضور وكيل النيابة زياد عبد الغني، وأمانة سر مصطفى العمدة وحسن عبد الراضي.
وأصدرت المحكمة قرارها في القضية رقم 1274 لسنة 2025 جنايات مركز طيبة والمقيدة برقم 765 لسنة 2025 كلي الأقصر، وذلك عقب ورود الرأي الشرعي من مفتي الجمهورية.
وصدر الحكم حضوريًا بحق كل من “صبحي رضا توفيق صابر” و"أحمد رفعت عبد الهادي أحمد"، وغيابيًا بحق نادر “رضا توفيق صابر” و"رشاد ربيع رضا توفيق"، فيما عوقبت “نجلاء عبد القادر أحمد إبراهيم” بالسجن المشدد لمدة خمس سنوات.
وبذلك يسدل القضاء الستار على واقعة هزت الشارع الأقصري، مؤكدا أن يد العدالة تطال كل من تسول له نفسه الاعتداء على رجال الشرطة أو التورط في الجرائم المنظمة.