يترقب العالم حدثا تاريخيا غير مسبوق مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير اليوم السبت 1 نوفمبر 2025، حيث تشير التوقعات إلى أن الصرح الأثري العملاق سيدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بفضل ضخامته وعدد مقتنياته التي تفوق أي متحف آخر في العالم.
أرقام قياسية تروي عظمة الحضارة المصرية
ومن المتوقع أن يكون المتحف المصري الكبير مرشح بقوة لتحقيق عدة أرقام قياسية، ليس فقط في عدد القطع الأثرية المعروضة، ولكن أيضاً في مساحته وتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين التاريخ والحداثة.
فبينما يعرض متحف اللوفر الفرنسي نحو 38 ألف قطعة أثرية فقط من إجمالي 380 ألف قطعة يقتنيها، يستعد المتحف المصري الكبير لعرض 100 ألف قطعة أثرية، تمثل شتى العصور التي مرت على مصر، من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية الحكم الروماني.

أما من حيث المساحة، فيمتد المتحف على نحو 490 ألف متر مربع، أي أكثر من ضعف مساحة متحف اللوفر في باريس الذي يغطي 210 آلاف متر مربع فقط.
بوابة العالم إلى آثار الفراعنة
يتوقع أن يجذب المتحف المصري الكبير نحو 5 ملايين سائح سنوياً، وهو رقم يعادل تقريباً عدد زوار متاحف مصر مجتمعة في الوقت الحالي، ما يعني أن القطاع السياحي المصري سيشهد طفرة غير مسبوقة مع افتتاح هذا الصرح الفريد، ليصل عدد زوار الآثار المصرية إلى نحو 10 ملايين سائح سنوياً.
قصة بناء حلم بدأ منذ التسعينيات
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، عندما طرحت مصر فكرة بناء متحف يليق بعظمة حضارتها. وفي عام 2002 وُضع حجر الأساس للمشروع في موقع فريد يطل مباشرة على أهرامات الجيزة.

تميز التصميم المعماري للمتحف برؤية مبتكرة، حيث تجتمع أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند نقطة تمثل الكتلة المخروطية للمتحف، في مشهد يجسد التقاء الماضي بالحاضر.
بدأت أعمال الإنشاء في مايو 2005، وتبعها إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط عام 2006، بهدف ترميم وصيانة القطع التي ستعرض داخل المتحف. وقد افتتح المركز رسميًا عام 2010، ليكون بمثابة القلب النابض للمتحف.
من مشروع إلى صرح عالمي
في عام 2016 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، ثم أعيد تنظيمها في 2020 لتصبح هيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشؤون الآثار.
واكتمل بناء المتحف عام 2021 على مساحة تجاوزت 300 ألف متر مربع، تضم قاعات عرض ضخمة تعد الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف العالمية.
ويُعد المتحف المصري الكبير اليوم أحد أهم منجزات مصر الحديثة، ومعلماً حضارياً وثقافياً وترفيهياً يجمع بين العراقة والتكنولوجيا الحديثة.
كنوز توت عنخ آمون تُعرض كاملة لأول مرة
يحتوي المتحف على كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، إضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس، ومراكب الملك خوفو، ومقتنيات أثرية تمتد من عصر ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني والروماني.
تجربة ثقافية متكاملة
لا يقتصر المتحف المصري الكبير على عرض الآثار فقط، بل يضم مجموعة من المرافق الثقافية والترفيهية التي تجعله تجربة متكاملة للزوار من جميع الأعمار، منها:
متحف للأطفال يقدم عروضاً تعليمية تفاعلية
مركز تعليمي لتدريس تاريخ الحضارة المصرية
قاعات عرض مؤقتة ومعارض فنية
قاعة مؤتمرات وسينما
منطقة تجارية تضم مطاعم وكافيتريات وحدائق ومنتزهات.



