بعد اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا تزداد المخاوف يوما بعد يوم من قوة الغزو الروسي وعلى الرغم من المساعي الدولية لتفادي التصعيد العسكري المستمر من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها، إلا أن أوكرانيا لا تري أحد بجانبها ولا أحد مستعد للقتال معها بل تركت لوحدها في ظل ظروف صعبة.

تطورات الوضع في أوكرانيا
وشهدت التطورات بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة الماضية تطورا كبيرا، حيث أفاد موقع أوكراني بأنه طلب من سكان كييف النزول إلى الملاجئ بسبب غارات وشيكة، كما تحدثت مصادر صحفية عن معلومات حول إنزال مظلي روسي جنوب غرب كييف.
وقبل ذلك ثارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الأوكراني والروسي في مدينة خاركيف الأوكرانية، أمس السبت.

وفي وقت سابق، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الأوامر صدرت إلى جميع الوحدات الروسية في أوكرانيا باستئناف هجومها أمس السبت، من كافة المحاور بعد توقفه يوم الجمعة.
ومن جانبها، أعلنت بلدية كييف، أمس، حظرا للتجول حتى الساعة الثامنة مع استمرار المعارك في وسط العاصمة الأوكرانية في اليوم الثالث من الهجوم الروسي.
ودارت مواجهات منذ صباح السبت في كييف بين القوات الأوكرانية والروسية من أجل السيطرة على العاصمة الأوكرانية.
وجرت معارك في جادة النصر، أحد الشرايين الرئيسية في كييف بعد ساعات من توجيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي دعوة إلى التعبئة، فيما أفادت مصادر إعلامية بأن صاروخا أصاب مبنى سكنيا قرب مطار جولياني في كييف.

وأوضحت خدمة الطوارئ أن الصاروخ أصاب المبنى بين الطابقين 18 و21، مشيرة إلى أن عملية إجلاء سكانه "جارية".
وكانت روسيا أعلنت قبل فترة وجيزة أنها أطلقت صواريخ "كروز" في اليوم الثالث من غزوها لأوكرانيا.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن الجزء الأكبر من القوات الروسية التي تتقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف يبعد الآن 30 كيلومترا عن قلب المدينة، وقالت بريطانيا إن الجيش الأوكراني يبدي مقاومة شرسة في جميع أنحاء البلاد.
هذا ومدد رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف، حظر التجول في المدينة التي تتعرض لهجوم روسي مكثف لثالث يوم على التوالي مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكتب فيتالي كليتشكو على "تويتر" أن حظر التجول الممتد سيطبق من الخامسة مساء حتى الثامنة صباحا يوميا، لضمان زيادة فعالية الدفاع عن المدينة وسلامة سكانها.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزير الصحة الأوكراني قوله، إن ما لا يقل عن 198 شخصا بينهم 3 أطفال، قتلوا نتيجة الهجوم الروسي، وأضاف أن 1115 أصيبوا بينهم 33 طفلا، ولكن لم يتضح ما إذا كان يشير فقط إلى الضحايا المدنيين.

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها لا تستهدف المدن الأوكرانية، وتتخذ كافة التدابير لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
ودخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثالث يومها الثالث، حيث تجدد قصف العاصمة وسمع دوي إطلاق نار في ميدان الاستقلال وسط كييف منذ الساعات الأولى من اليوم، وسط تحذيرات من السفارات الأجنبية ومطالبات لرعاياها بالحذر والبقاء قرب الملاجئ، وتحذيرات متكررة للأوكرانيين بالنزول إلى الملاجئ للاحتماء من القصف.
سيطرة الجيش الروسي
وأفادت وكالة "إنترفاكس" بأن القوات الأوكرانية تسيطر على محطة كييف للطاقة الكهرومائية، وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش قصف بصواريخ "كروز" مواقع حيوية للجيش الأوكراني، وتحدث الإعلام الروسي عن أن مدينة ميليتوبول الأوكرانية باتت تحت سيطرة الجيش الروسي.
وأفادت الأنباء بسماع دوي إطلاق نار بالقرب من المقرات الحكومية في وسط العاصمة الأوكرانية، فيما أكد الجيش الأوكراني وقوع هجوم على قاعدة عسكرية قرب كييف، كما أن القوات الروسية أطلقت صواريخ "كاليبر" على أوكرانيا من البحر الأسود.

وأفادت مصادر متطابقة بأن العاصمة الأوكرانية تشهد انقطاعا في خدمة الإنترنت، كما أفاد شهود عيان بوجود أعمال سلب في كييف، بالتزامن مع شح المواد الغذائية وخاصة الخبز.
وأعلن مجلس الأمن القومي الأوكراني أن الوضع في كييف تحت السيطرة، مؤكداً أن العاصمة تحت سيطرة الجيش والسكان، فيما قالت القوات الأوكرانية إنها صدت "هجوما" ليليا شنه جنود روس على أحد مواقعها في شارع النصر، وهو أحد الشرايين الرئيسية في كييف.
وكتبت القوات البرية في الجيش الأوكراني على "فيسبوك": "الهجوم تم صده"، من دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل بشأن مكان هذه المواجهة.
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بضمان "انسحاب القوات الروسية" من بيلاروسيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وقال الإليزيه في بيان إن ماكرون دعا الرئيس البيلاروسي إلى "المطالبة بأسرع وقت ممكن بانسحاب القوات الروسية من بلاده"، حاضا إياه على التعاون مع المجتمع الدولي للسماح بتوفير مساعدات إنسانية للشعب الأوكراني.

وأضاف الإليزيه: "شدد رئيس الجمهورية على التنديد بخطورة قرار من شأنه السماح لروسيا بنشر أسلحة نووية على أراضي بيلاروسيا".
وتابع: "دعا رئيس الجمهورية رئيس بيلاروسيا إلى أن يفرض، في أسرع وقت ممكن، بأن تنسحب من أراضي بلاده القوات الروسية التي تشن حربا أحادية وغير عادلة، وشدد على ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي لإجراء عمليات إنسانية لإغاثة الشعب الأوكراني".
وأردف الإليزيه أن "رئيس الجمهورية شدد على أن الأخوة بين الشعبين البيلاروسي والأوكراني يجب أن تقود بيلاروسيا إلى رفض أن تكون تابعة لروسيا وشريكة لها في الحرب ضد أوكرانيا".
كما أفادت وسائل إعلام أوكرانية، اليوم الأحد، بوقوع انفجار ضخم في ضاحية فاسيلكيف، جنوب غرب العاصمة كييف، ناتج عن صاروخ استهدف مخزنا للوقود.
وبحسب عمدة فاسيلكيف، ناتاليا بالاسينوفيتش، فقد تعرضت المدينة والمطار إلى "قصف عنيف بالصواريخ الباليستية". وقال إن "العدو يريد تدمير كل شيء من حوله، لكنه لن ينجح".
وبسبب القصف والانفجار في مستودع الوقود في فاسيلكيف، وهي بلدة تقع على بعد 40 كيلومترًا جنوبي العاصمة، طلبت سلطات مدينة كييف من السكان إغلاق نوافذهم بإحكام، مشيرة إلى أن الرياح يمكن أن تحمل الدخان والمواد الضارة إليهم.

وأفاد مصادر إعلامية عن سماع دوي انفجارات عنيفة بالقرب من العاصمة كييف، كما وردت معلومات عن انفجار ضخم في مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.
في غضون ذلك، قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، إن عدد جنود الاحتياط في قوات دفاع الإقليم بلغ 37 ألفاً.
وفي تطور آخر، ذكرت مواقع إخبارية أوكرانية أن بوابة الحكومة الروسية تواجه هجمات إلكترونية على "نطاق غير مسبوق". بما في ذلك الكرملين الذي تعطل.
روسيا تخطط لمهاجمة كييف
وقالت وسائل إعلام أوكرانية محلية، اليوم الأحد، أن القوات المسلحة الروسية تخطط لهجوم وشيك على العاصمة الأوكرانية كييف، من أكثر من جبهة، وسط معارك محتدمة في ضواحي المدينة.
وأشارت تقارير متعددة إلى أن القوات الروسية على وشك شن غارات جوية مكثفة وهجمات صاروخية على كييف.
وأفادت وسائل إعلام أوكرانية محلية بأن الجيش الروسي ينفذ عمليات إنزال جوي جنوب غرب كييف.

ودخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الرابع، ويبدو أنها لا تسير كما هو مخطط لها، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ومن جانبها، قال مسؤول في البيت الأبيض، اليوم الأحد، إن الإدارة الأميركية قررت اعتماد النموذج الإيراني في معاقبة روسيا، وطرد بنوكها من نظام سويفت كما فعلت مع إيران.
وأضاف المسؤول أن واشنطن لن تسمح باستخدام احتياطي المركزي الروسي لدعم الروبل، كما ستجمد كل أرصدة الأثرياء الروس، من السيارات الفاخرة إلى اليخوت و إرسال أولادهم إلى مدارس خاصة في الغرب، كما ستسحب الإقامات الذهبية والجنسيات للأثرياء الروس.
وأكد المسؤول في البيت الأبيض أن روسيا أصبحت دولة منبوذة اقتصاديا، وأنه تم استهداف 10 بنوك روسية تحوي على 80% من الأموال.

وأفصح المسؤول الأميركي قائلا "بوتين فقط يستطيع أن يخبرنا بمدى قدرته على تحمل هذه العقوبات".
واتخذت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا وكندا خطوات لاستبعاد روسيا من نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك في إطار جولة أخرى من العقوبات ضد موسكو التي تواصل هجومها على أوكرانيا.
وقالت الدول في بيان مشترك إن الإجراءات التي ستشمل أيضا قيودا على الاحتياطيات الدولية للبنك المركزي الروسي ستنفذ في الأيام المقبلة.
أعلنت روسيا و أوكرانيا المفوضية الأوروبية تشديد العقوبات على روسيا لشل قدراتها العسكرية.
وفي هذا الصدد قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون إن بريطانيا وحلفاءها اتخذوا "إجراء حاسما" لاستبعاد روسيا من النظام المالي العالمي من خلال منع بنوكها من استخدام نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك.
وأضاف جونسون على تويتر "اتخذنا إجراء حاسما الليلة مع شركائنا الدوليين لاستبعاد روسيا من النظام المالي العالمي بما في ذلك الخطوة الأولى المهمة المتمثلة في إخراج البنوك الروسية من نظام سويفت".
رسالة مؤلمة لرئيس أوكرانيا
ورغم ذلك قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده "تركت وحدها" في مواجهة روسيا، متسائلا "مَن هو مستعد للقتال معنا؟ لا أرى أحدا".
كما تساءل الرئيس الأوكراني، خلال كلمة في وقت سابق، قائلا: "مَن مستعد لضمان عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي؟ مجيبا "الجميع خائفون"، وذلك في وقت أشار فيه حلف الناتو إلى أنه لن يرسل قوات لدعم أوكرانيا.
ولغة النقد واللوم للغرب باتت سائدة في أوكرانيا حيث اعتبر زيلينسكي أن العقوبات المفروضة على روسيا "غير كافية".

ومنذ بداية الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، دعمت الدول الغربية كييف، لكنها أعلنت أنها لن ترسل قوات لمواجهة الجيش الروسي وأنها ستتصدى لتحرك موسكو عبر حزمة عقوبات غير مسبوقة.
وعلى إثر الغضب من الغرب وإلقاء اللوم، ألغى الرئيس الأوكراني متابعة حسابات كل رؤساء وقادة العالم عبر "تويتر"؛ في إشارة لمواجهته غزو روسيا بشكل وحيد، حسب تقارير محلية في أوكرانيا.
وظهر حساب رئيس أوكرانيا بـ"صفر" متابعات، حيث ألغى زيلينسكي متابعة حسابات كل رؤساء العالم، حسبما أظهرت بيانات الحساب.
واعتبر محللون أن الخطوة رسالة من الرئيس الأوكراني بأنه لم يشعر بالدعم المنشود من قِبل حلفائه الغربيين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأنه يواجه الغزو الروسي بمفرده.
الاكتفاء في الدعم بالأسلحة
واكتفت الدول الغربية بعد أن استفزت روسيا لخوض حربها ضد أوكرانيا في الوقت الذي تخلت فيه عن الأخيرة، بدعم كييف بالسلاح.
وفي بيان، أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة اتفاقهما مع 25 دولة على تزويد أوكرانيا بمزيد من السلاح في إطار القتال الدائر مع روسيا.
ووافقت الحكومة التشيكية على إرسال أسلحة وذخيرة بقيمة 8.57 مليون دولارلمساعدة أوكرانيا.
والشحنة تشمل أسلحة آلية وبنادق هجومية وأسلحة خفيفة أخرى، سيتم تسليمها من الجانب التشيكي إلى موقع تختاره أوكرانيا.
وفي الولايات المتحدة، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن مذكرة تقضي بتقديم 600 مليون دولار مساعدات عسكرية فورية لأوكرانيا.
وتعهد بايدن مجددا بدعم واشنطن للرئيس الأوكراني في الوقت الذي تواصل فيه روسيا هجومها على أوكرانيا.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فأعلن تقديم معدات دفاعية لأوكرانيا، إلى جانب مساعدات إضافية بمقدار 300 مليون يورو.
بينما هولندا فستسلم أوكرانيا 200 صاروخ "ستينجر" للدفاع الجوي، وخمسين سلاحا مضادا للدبابات من طراز بانزرفوست-3 و400 صاروخ.
أما ألمانيا، فسترسل 400 قاذف "آر بي جي" وبألف صاروخ مضاد للدبابات و500 صاروخ ستينجر أرض جو.