EN 
يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استعادة الهدوء، اليوم، بعد فشل تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة في مطلع الأسبوع، وأعلنت موسكو اليوم عطلة لإتاحة الوقت لإعادة الهدوء للبلاد.
اتفاق توسط بين بوتين بريغوجن
وبعد إنهاء التمرد أوقف مقاتلو فاجنر تقدمهم السريع نحو موسكو وانسحبوا من مدينة روستوف بجنوب البلاد، وعادوا إلى قواعدهم في وقت متأخر السبت بموجب اتفاق يضمن سلامتهم.
وسينتقل قائدهم يفغيني بريغوجن إلى بيلاروسيا بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية الرسمية، اليوم ، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو زار القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية في أوكرانيا.
لكن بوتين، الذي يتولى السلطة منذ أكثر من عقدين، لم يدل بأي تصريحات علنية منذ الاتفاق الذي أوقف أحد أكبر التحديات لحكمه.
وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو محادثات في بكين، الأحد، ولم يتضح ما إذا كان تمرد فاجنر قد عجل بزيارته لأقوى حليف لبلاده.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: "عبر الجانب الصيني عن دعمه للجهود التي تبذلها القيادة في روسيا الاتحادية من أجل استقرار الوضع في البلاد فيما يتعلق بأحداث 24 يونيو وأكد حرصه على تعزيز الُلحمة في روسيا وتحقيق مزيد من الازدهار لها".
وأكدت بكين دعمها لجهود موسكو في الحفاظ على الاستقرار الوطني، مشيرة إلى التوترات على أنها "شأن داخلي" روسي.
لا يوجد أي إجراءات ضد فاجنر
وناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحداث في روسيا في مكالمات هاتفية مع كل من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
ووفقا لتصريحات رسمية، عبر بايدن وترودو عن دعمهما لأوكرانيا وهي تواصل هجوما مضادا لاستعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو.
وكتب زيلينسكي على تويتر: "يجب أن يضغط العالم على روسيا حتى يستتب النظام العالمي".
وقال التلفزيون الرسمي إن بوتين سيحضر اجتماع مجلس الأمن الروسي هذا الأسبوع، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وأفادت وكالة بيلتا الرسمية للأنباء في بيلاروسيا بأن بوتين ولوكاشينكو تحدثا مرة أخرى، الأحد، بعد مكالمتين على الأقل، السبت.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه سيتم إسقاط الدعوى الجنائية ضد بريغوجن بتهمة التمرد المسلح وإنه سينتقل إلى بيلاروسيا، ولن تتخذ إجراءات بحق مقاتلي فاجنر نظرا لخدماتهم السابقة لروسيا، وذلك بموجب الاتفاق، الذي توسطت فيه بيلاروسيا.
وشوهد بريغوجن 62 عاما وهو يغادر مقر القيادة العسكرية في روستوف، مساء السبت، في سيارة رباعية الدفع.
وقال بريغوجن إن قراره بالزحف نحو موسكو كان هدفه إبعاد القادة الروس الفاسدين وغير الأكفاء الذين يلومهم على إفشال الحرب.
وبريغوجن حليف سابق لبوتين وكان مدانا من قبل في قضايا وخاضت قواته أكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 16 شهرا في أوكرانيا.
بقاء فاجنر يؤثر على الناتو
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير الشؤون الدولية، إن بعد انتهاء تمرد فاجنر أعلن زعيمها يفغيني بريغوجين انه سيذهب الي بيلاروسيا ولكن سيظل هناك إشكاليات خاصة بقواته هل سيتم ندمجها في الجيش الروسي وحلها ولا ستبقى كما هي في الوضع السابق.
وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك علامات لم تتضح بعد حول مستقبل فاجنر التي تتكون من 25 ألف مقاتل مزودين بالأسلحة الحديثة وهؤلاء خاضوا معارك مهمة بجانب وقوفهم بجانب الجيش الروسي في أوكرانيا خاصة في مقاطعتي باخموت وسوليدار التي نجحوا في الاستيلاء عليهم.
وتابع: لكن بعد التمرد الأخير سيكون هناك سياسة جديدة لهذه المجموعة ان أبقت عليها سيكون هناك تداعيات واذا اتجهت الي حلها سيكون هناك تداعيات اخري في ظل وجود رئيس فاجنر في بيلاروسيا.
وواصل: اذا أبقت روسيا على مجموعة فاجنر سيكون لها تأثير أيضا على دول حلف الناتو، وبالتالي سيعطي صعوبات امام الدعم العسكري لحلف الناتو لأوكرانيا لمواجهه القوات الروسية او يضعف من الجهوم المضاد التي بداته أوكرانيا تجاه القوات الروسية في ظل استمرار وجود قوات فاجنر كقوة فاعلة على الأرض.
وأكد أن أسلحة الناتو والدعم العسكري لن يكون مؤثر لدعم الهجوم الأوكراني المضاد، فإن وجود فاجنر سيؤدي أيضا إلي وجود مرتزقة وهذا يمثل تهديدا لحلف الناتو.
واختتم: وجود زعيم فاجنر في بيلاروسيا ربما تحدث مصالحات بين روسيا وزعيم فاجنر لأن زعيم بيلاروسيا هو حليف للرئيس بوتين، ومن جانب اخر ممكن ان حلف الناتو وامريكا يسعون لعقد صفقات مع فاجنر واستخدامه كأداة لزعزعة واستقرار الداخلي من روسيا فجميع الأمور متوقفة فيما يحدث الفترة القادمة من أمور.
ما بين تصريحات زيلينسكي وقوة روسيا
اعتبر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي تمرد يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر الروسية، مؤشرا واضحا على ضعف روسيا والحرب ضد أوكرانيا.
وكتب زيلينسكي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) السبت "ضعف روسيا واضح، إنه ضعف واسع النطاق".
وأضاف زيلينسكي أنه كلما احتفظت روسيا بقواتها في أوكرانيا لفترة أطول، كلما ازدادت الفوضى والألم والمشكلات التي ستواجهها لاحقا" وأعرب عن ثقته في قدرة أوكرانيا على حماية أوروبا من "انتشار الشر والفوضى الروسية" في كفاحها الدفاعي.
وتابع أنه "لفترة طويلة، استخدمت روسيا الدعاية لإخفاء ضعفها، والآن هناك فوضى واسعة النطاق، لا يمكن لأي كذبة أن تخفيها".
ورغم التطورات الجارية في روسيا، والمتمثلة في التمرد الذي يقوده قائد قوات فاجنر يفغيني بريغوجين، شنت القوات الروسية هجوما صاروخيا جديدا على عدد من المدن الأوكرانية، أول أمس، ما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار، وفق السلطات الأوكرانية.
