في تغير مثير للأحداث، تمكن لاري إليسون من انتزاع لقب "الأغنى في العالم" من إيلون ماسك، بعد أن ظل ماسك محتفظًا بهذا اللقب لمدة أربع سنوات متتالية.
جاءت هذه التغيرات في التصنيف نتيجة للتقلبات الكبيرة في سوق الأسهم والأداء المالي لشركات التكنولوجيا.
وكانت ثروة إليسون قفزت بمقدار 89 مليار دولار لتصل إلى 383.2 مليار دولار، الأربعاء، بعد تقرير أرباح "أوراكل" القوي، الثلاثاء، وفقاً لوكالة "بلومبرج" للأنباء.
ما سبب تراجع إيلون ماسك؟
أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا التغير هو تراجع سهم شركة "تسلا"، أحد أكبر استثمارات ماسك، بنسبة 14% منذ بداية العام، مما أثر سلبًا على ثروته.
بالمقابل، كانت هناك نتائج مالية قوية لشركة "أوراكل"، حيث ارتفعت طلبات العملاء بشكل ملحوظ، مما أدى إلى زيادة ثروة إليسون.
على الرغم من أن بلومبرج قد أعلنت أن ثروة لاري إليسون تبلغ 393 مليار دولار، وهو ما يعكس تفوقه على ماسك، إلا أن مجلة "فوربس" لا تزال تحتفظ بماسك في صدارة قائمتها بتقييم ثروته عند 439 مليار دولار. هذا الاختلاف يأتي نتيجة لطريقة احتساب كل من المجلتين لقيمة شركاتهما والأصول الأخرى.
من هو لاري إليسون؟
بلوغ إليسون، الذي يبلغ من العمر 81 عامًا، قمة الثروة ليس مجرد مصادفة. فهو مؤسس شركة "أوراكل"، إحدى أكبر شركات البرمجيات في العالم. يُعرف إليسون أيضًا بشغفه الكبير بالتكنولوجيا والتوسع.
يعود مسار لاري ليصبح واحدًا من أغنى أغنياء العالم إلى عام 1977، عندما ترك الدراسة الجامعية وساهم في تأسيس شركة "أوراكل"، ليبدأ رحلته في عالم الأعمال، مما جعله رمزًا للنجاح والابتكار.
ويمتلك الملياردير (81 عاماً) 98٪ من جزيرة لاناي في هاواي، ويُنسب إليه الفضل في إحياء بطولة إنديان ويلز للتنس في كاليفورنيا، مما أكسبها لقب "البطولة الخامسة".
وتربط إليسون علاقات وثيقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ غالبًا ما يظهر معه في البيت الأبيض في فعاليات تقنية مختلفة، ويفوز بعقود مع "أوراكل"، كما يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل لشراء تطبيق "تيك توك"، رغم أن هذه الخطط لم يًُكتب لها النجاح بعد.
هل يعود إيلون ماسك مجددا؟
إيلون ماسك، المؤسس المشارك لشركة "تسلا" وشركة "سبيس إكس" وغيرها من الشركات المبتكرة، كان حتى فترة قريبة يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا. لكن تذبذب سوق الأسهم والأسعار أدى إلى تغيير ديناميكية الصراع بينه وبين إليسون.
من المتوقع أن تظل المنافسة بين إليسون وماسك مثيرة في المستقبل القريب، خاصة مع استمرار تقلبات السوق، حيث أن الطلب على خدمات البرمجيات والتكنولوجيا لن يتضاءل في أي وقت قريب، مما سيفتح المجال أمام بعض الشركات لزيادة قيمتها في السوق وزيادة ثروات مؤسسيها.
جدير بالذكر أن ماسك فاز بلقب الأغنى في العالم لأول مرة في 2021، وحافظ عليه إلى حد كبير خلال السنوات القليلة الماضية. ويعود الفضل في ذلك جزئيًا إلى استثماراته المتنوعة في شركتي تسلا وسبيس إكس.
وعلى مر السنين، خسر ماسك اللقب مرتين لفترة وجيزة، الأولى في 2021 لصالح برنارد أرنو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إل في إم اتش"، والثانية في 2024 لصالح جيف بيزوس، مؤسس أمازون.
مع ذلك، تمكّن ماسك من الصمود رغم مختلف التحديات والمصاعب، حتى أنه مُنح حزمة راتب جديدة قد تصل قيمتها إلى ما يقرب من تريليون دولار بمجرد أن تحقق تسلا إنجازاتٍ مُحددة.