في خطوة قد تغيّر شكل تجربة التصفح على هواتف آيفون، أصدرت اليابان إرشادات جديدة بموجب قانون الهواتف الذكية تمنح آبل مهلة حتى ديسمبر 2025 لوقف سياستها التي تجبر جميع متصفحات iOS على استخدام محرك WebKit الخاص بها.
نهاية سياسة "WebKit فقط"؟
حالياً، تمنع آبل المتصفحات الشهيرة مثل Chrome وFirefox من استخدام محركاتها الأصلية (Blink من جوجل وGecko من موزيلا)، وتجبرها على العمل عبر WebKit، مما يجعلها في الواقع مجرد إصدارات معدّلة من Safari.
الإرشادات اليابانية التي ترجمتها منظمة Open Web Advocacy (OWA) تم تصميمها لمنع ما يسميه المنتقدون "الامتثال الخبيث" (Malicious Compliance)، وهي استراتيجية يتهم الاتحاد الأوروبي آبل بممارستها بعد دخول قانون الأسواق الرقمية (DMA) حيز التنفيذ.
ضغوط أوروبية وغرامات محتملة
وفقاً لتقرير رويترز، يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض غرامة على آبل بسبب مخالفات مزعومة لقانون DMA، خاصة في ما يتعلق بوصول المطورين إلى محركات التصفح وطرق الدفع داخل التطبيقات. شركات مثل Spotify وMozilla تتهم آبل بجعل النظام مرهقاً لإحباط المنافسة.
تقول موزيلا إن هذه السياسة "عبء" يحرم المستهلكين من خيارات حقيقية، فيما تشير OWA إلى أن القيود الحالية تجبر المطورين على إصدار تطبيقات جديدة كلياً لجلب متصفحات حقيقية إلى iOS، وهو ما يصفّر أعداد المستخدمين ويضاعف تكاليف الصيانة.
دافع مالي قوي وراء احتكار سفاري
وفق OWA، آبل تجني حوالي 20 مليار دولار سنوياً من صفقتها مع جوجل كمحرك البحث الافتراضي على سفاري، وهو ما يعادل 14-16٪ من أرباحها التشغيلية.
أي تراجع بنسبة 1٪ في حصة سفاري قد يكلف الشركة نحو 200 مليون دولار سنوياً، ما يفسر تمسك آبل بالمحرك الافتراضي.
ماذا يعني ذلك للمستخدمين؟
إذا التزمت آبل بالقانون الياباني، قد يتمكن المستخدمون في اليابان لأول مرة من تشغيل نسخ حقيقية من Chrome أو Firefox أو Brave أو Opera على iOS بمحركاتها الأصلية، ما يعني، أداء أفضل وسرعة أكبر، توافق أوسع مع مواقع الويب الحديثة،منافسة فعلية على منصات آبل.
لكن التغيير قد يظل محصوراً إقليمياً إذا قررت آبل الالتزام بالقوانين الجديدة فقط في اليابان والاتحاد الأوروبي، بدلاً من تعميمها عالمياً.