تصاعدت المخاوف الصحية عالميا، بعدما أعلنت إثيوبيا عن أول تفشٍ مؤكد لفيروس ماربورج في جنوب البلاد، في الوقت الذي تتسارع فيه الجهود لمكافحة فيروسات أخرى مشتقة من كورونا، ولا يزال الفيروس الإثيوبي يثير الكثير من الأسئلة، التى تبحث عن إجابات لسرعة السيطرة على الفيروس قبل التفشي على نطاق دولي.
ماذا يجري في إثيوبيا؟
أعلنت وزارة الصحة الإثيوبية، عن تفشي أول حالات معروفة من فيروس ماربورج في جنوب البلاد، في ببلدة جينكا بمنطقة أومو.

وعن عدد الإصابات والضحايا، تم تأكيد 10 حالات إصابة في البداية، كما تم إعلان وفاة 6 حالات مؤكّدة بسبب الفيروس.
ما هو فيروس ماربورج؟
فيروس ماربورج ينتمي إلى عائلة الفيروسات الخيطية (Filoviridae)، وهي نفس العائلة التي يوجد فيها فيروس إيبولا.

ويعد المصدر الرئيسي للفيروس الطبيعي هو خفافيش الفاكهة، وخاصة نوع Rousettus aegyptiacus.
طريقة العدوى ومعدل الوفيات
ينتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان غالبًا عبر المخالطة مع الخفافيش، مثل وجود الشخص في كهوف أو مناجم تحتوي مستعمرات الخفافيش.

وينتقل بين البشر عبر الاتصال المباشر بسوائل الجسم الملوثة (دم، لعاب، بول، إلخ) أو عبر الأسطح (مثل الملابس أو الأغطية) الملوثة بهذه السوائل.

قد تستغرق الأعراض من يومين إلى 21 يومًا قبل أن تظهر على المصاب، وتتراوح معدلات الوفاة في حالات الإصابة بين 24٪ إلى 88٪ بحسب الأوبئة السابقة، لكن في المتوسط حوالي 50٪.
أعراض المرض والعلاج
في البداية قد تظهر حمى شديدة، صداع، آلام عضلية، وضعف عام، ثم قد تتطور الأعراض إلى تقيؤ، إسهال، وفي بعض الحالات نزيف داخلي أو خارجي.

ولا توجد حتى الآن أي لقاحات معتمدة أو أدوية مضادة للفيروسات لعلاجه، وما يمكن تقديمه للمريض هو رعاية داعمة: تعويض السوائل (عن طريق فموي أو وريدي) وعلاج الأعراض لتحسين فرص النجاة.
استجابة دولية ومحلية بسبب المخاطر الحدودية
تقع المنطقة المتأثرة قرب حدود جنوب السودان، مما أثار مخاوف من انتقال العدوى إلى دول أخرى ذات نظم صحية هشة.

وأرسلت منظمة الصحة العالمية (WHO)، فريقا من مراكز السيطرة على الأمراض الأفريقية (Africa CDC) لدعم إثيوبيا في مكافحة التفشي، كما بدأت السلطات الإثيوبية بعمليات عزل للحالات، وتتبع المخالطين، وحملات توعية عامة.

وتم إجراء تحاليل وراثية للفيروس، وأظهرت أنه من نفس السلالة التي سبق تسجيلها في شرق أفريقيا.، وتم تعزيز مختبرات محلية لدى المعهد الوطني للصحة العامة في إثيوبيا للكشف عن الفيروس دون الاعتماد الكامل على الاختبارات الخارجية.
إجراءات وقائية للمواطنين
ـ توعية السكان بطرق العدوى وأهمية النظافة والبعد عن المخاطر الحيوانية (خفافيش) يمكن أن يقلّل من الإصابات

ـ الدعوة إلى غسل اليدين بشكل متكرر.
ـ تجنب ملامسة سوائل الجسم لأي شخص مريض.
ـ تجنب ملامسة جثث من مات من المرض، خاصة في مراسم الدفن، لأنها قد تكون مصدر عدوى.
مصر خالية من فيروس ماربورج
مع احتمالية انتشار عبر الحدود قرب الموقع من جنوب السودان، ما يعني خطراً على الدول المجاورة خاصة مصر، إذا لم يتم فرض تدابير صارمة لمراقبة الحدود والتوعية الصحية.

من جانبها، أكدت وزارة الصحة والسكان أن فيروس ماربورج غير موجود في مصر، وأن الوضع الوبائي مستقر وآمن تمامًا، وطمأن الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، المواطنين بعدم وجود أي خطر حالي من الفيروس في البلاد، مشددًا على أن المرض نادر ولا ينتقل عن طريق الهواء.

وأضاف عبدالغفار، أن فيروس ماربورج ينتقل فقط عن طريق التلامس المباشر مع سوائل جسم المصاب، مما يجعل احتمالية تحوله إلى جائحة شبيهة بكوفيد-19 منخفضة جدًا.

كما أكدت الوزارة اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية على المنافذ البرية والبحرية والجوية لضمان عدم دخول أي أمراض معدية، بما في ذلك فيروس ماربورج، إلى مصر.















